kooora logo

أعرب الحارس الإسباني إينياكي بينيا، المنضم حديثًا إلى صفوف إلتشي قادماً من برشلونة، عن سعادته الكبيرة بخوض تجربة جديدة تمثل بالنسبة له خطوة مهمة على الصعيدين الرياضي والشخصي.

 وأكد أن قراره بالرحيل عن النادي الكتالوني لم يكن متعلقًا فقط بالجانب الرياضي، بل أيضًا بـ”الرفاهية الشخصية” والبحث عن بيئة تمنحه الاستقرار والقدرة على تقديم أفضل ما لديه.

بينيا أوضح خلال حوار نقلته صحيفة “آس” الإسبانية، أن الموسم الماضي مع برشلونة كان معقدًا بالنسبة له رغم مشاركته في 25 أو 26 مباراة، حيث أشار إلى أن ابتعاده عن التشكيل الأساسي في الأشهر الأخيرة ترك لديه “طابعاً مُراً”.

وأضاف: “كنت بحاجة إلى تغيير. احتجت إلى حافز جديد وإلى اللعب باستمرارية، لأن الاستمرارية هي ما افتقدته طوال السنوات الماضية من أجل القيام بالقفزة التي أبحث عنها في مسيرتي”.

وأكد الحارس أن عودته إلى مسقط رأسه تعد عاملاً مهمًا في اتخاذ القرار، قائلاً: “لقد جئت إلى بيتي. أنا من أليكانتي، عائلتي من هنا، وزوجتي أيضًا من هنا. إضافة إلى ذلك، فلسفة المدرب تناسبني كثيرًا، وقد عملت معه سابقاً وأعرف أنه يضع الظروف المثالية لكي أقدم 100% من قدراتي أو أقترب من أفضل نسخة ممكنة لي”.

لا ندم على مغادرة برشلونة

وعن احتمالية استفادته (حال استمراره) من إصابة كل من تير شتيجن وخوان جارسيا في برشلونة من أجل العودة إلى مركز الحارس الأساسي، شدد بينيا على أنه لا يشعر بالندم على قراره بالرحيل.

 وأوضح: “ربما كنت سأشارك في بعض المباريات الإضافية، لكنني كنت قد حسمت قراري بالرحيل. النادي طلب مني الانتظار حتى يتم تسجيل الحراس، وبالطبع كنت سأجعل الأمور سهلة لأنني ما زلت مرتبطاً بعقد”.

وأضاف: “بالنسبة لي، كان المهم هو التغيير والبحث عن أفق جديد يمنحني الدوافع التي أحتاجها، وليس البقاء في وضع انتظاري لا يضيف لمسيرتي”.

دور المدرب سارابيا

كما سلط بينيا الضوء على الدور الكبير الذي لعبه المدرب إيدر سارابيا في إتمام الصفقة، مشيرًا إلى أن العلاقة التي جمعته به سابقاً في فياريال ثم في برشلونة كانت حاسمة.

وزاد: “سارابيا يعرف تمامًا ما أستطيع أن أقدمه، وأنا بدوري أعرف ما يريده مني. تحدثت معه كثيرًا خلال الصيف، لكن برشلونة لم يسمح بخروجي حتى أتم عملية تسجيل الحراس”.

واستطرد قائلاً: “المدرب منحني الثقة، وقال لي بوضوح إنهم كانوا ينتظرونني، وهذا أمر لا يقوم به كل نادٍ. قال لي أيضًا إنه بإمكاني أن أكون قطعة مهمة في مشروع الفريق، وهذه الثقة كان لها أثر كبير في اختياري”.

المنافسة مع ديتورو

الحارس الإسباني أكد في الوقت ذاته احترامه لزميله التشيلي ماتياس ديتورو، مشدداً على أن المنافسة ستصب في مصلحة الفريق، لكنه لم يُخف طموحه في أن يكون الحارس الأول قائلاً: “أتيت إلى هنا من أجل اللعب ولأكون لاعباً مهماً. أعرف أن هناك منافسة قوية، لكن هدفي هو إثبات أنني قادر على قيادة هذا الفريق من الخلف”.

بداية مثالية للفريق

من جهة أخرى، أشاد بينيا بالعمل الذي يقوم به المدرب وإدارة النادي في بناء فريق تنافسي منذ بداية الموسم. وقال: “كنت على علم منذ الصيف أن النادي يسعى للتعاقد مع لاعبين مهمين. سارابيا كان يُطلعني على الخطة والخيارات المطروحة، وهذا منحني قناعة بأن المشروع جاد”.

وأضاف: “ربما لم نتوقع أن نكون في المركز الرابع بعد مرور ثماني جولات، لكن البداية الجيدة تعطي دفعة معنوية هائلة للاستمرار. الأجواء إيجابية داخل غرفة الملابس، وهناك شعور بأننا نسير في الطريق الصحيح”.

الحذر من طول الموسم

رغم البداية المميزة، دعا بينيا إلى الواقعية، مؤكدًا أن البطولة طويلة وشاقة، قائلاً: “المهم أن نحاول إطالة فترة النتائج الإيجابية قدر الإمكان، لأننا ندرك أنه ستأتي لحظات صعبة، وقد لا تكون النتائج كما نريد. لذلك من الضروري أن نمتلك رصيداً جيداً من النقاط يساعدنا على تخطي الفترات العصيبة عندما تأتي”.

تحد جديد بدوافع شخصية

إينياكي بينيا ختم حديثه بالتأكيد على أن مشروعه مع إلتشي لا يراه كخطوة مؤقتة أو مجرد جسر للعودة إلى ناد كبير مثل برشلونة، بل كخيار شخصي بحثاً عن الاستقرار وتطوير الذات: “لا أفكر الآن في المستقبل أو العودة إلى برشلونة. ما يهمني هو الحاضر، وأن أظهر في أفضل مستوى ممكن هنا. بالنسبة لي، هذه بداية جديدة وبيئة مثالية لكي أستعيد أفضل نسخة من نفسي”.

وبذلك يكون بينيا قد رسم ملامح مرحلته المقبلة بوضوح: البحث عن الدوافع الشخصية، الرغبة في الاستمرارية، واستغلال الثقة التي وضعها فيه المدرب ليكون عنصراً محورياً في مشروع إلتشي، الذي يبدو عازمًا على تقديم موسم مختلف هذا العام.