تعديلات جديدة لمنع الفوضى في الملاعب الكويتية | كووورة

اتحاد الكرة يحاول الحد من احتجاجات إداريي الأندية على الحكام
قرر مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم تعديل المادة (24) من لائحة المسابقات، بحيث يُمنع تواجد أي عضو من مجالس إدارات الأندية على دكة البدلاء، مهما كانت صفته داخل الهيكل الإداري لكرة القدم.
كما تم تحديد عدد الإداريين المسموح لهم بالتواجد على مقاعد البدلاء. وشمل التعديل أيضا المادة (45)، حيث نصت على منع بيع التذاكر أو توزيع الدعوات لأي من المقاعد في المنصة الرئيسية.
ويأتي هذا القرار في محاولة من اتحاد الكرة للحد من ظاهرة احتجاجات إداريي الأندية على الحكام، وما يصاحبها من اشتباكات مع الحكام أو اللاعبين أو إدارات الأندية الأخرى. آخر هذه الحوادث كانت في مباراة القادسية والكويت ضمن الجولة الرابعة من دوري زين الممتاز، والتي انتهت بفوز الأخير (2-1).
وشهدت المواجهة جدلا تحكيميا، بعد مطالبة القادسية بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، تدخلت تقنية الفيديو لإلغائها، ما أدى إلى نزول جماهير وإداريي الناديين إلى أرض الملعب والاشتباك مع الحكام والأجهزة الفنية.
عقوبات ثقيلة
عقب ذلك، قررت لجنة الانضباط فرض عقوبات قاسية تضمنت غرامات مالية وإيقافات، وصلت في بعض الحالات إلى ثلاث سنوات عن حضور المباريات والتواجد في المدرجات. وبعدها بأيام أصدرت وزارة الداخلية بياناً أوضحت فيه أنها ألقت القبض على 12 شخصاً متورطين في الأحداث، بينهم رئيسا الناديين وثلاثة إداريين وسبعة من أقاربهم.
وأضافت أن ما جرى تطور من مشادات كلامية واحتكاكات إلى فوضى عامة، استدعت تدخل قوات الأمن الخاصة لفض التجمهر والسيطرة على الوضع. وتمت إحالة المتورطين إلى جهة الاختصاص على ذمة القضية رقم 368/2025، حيث وُجهت إليهم تهم منها إهانة موظف عام ومقاومة السلطات والاعتداء بالضرب والسب والقذف.
وأكدت وزارة الداخلية أنها لن تتهاون مع أي تجاوز يخل بالنظام العام أو يهدد سلامة الحضور في الفعاليات الرياضية، مشددة على أن التعامل مع مثل هذه الأحداث سيكون بحزم كامل لضمان استمرار الأجواء الرياضية الآمنة. وقبل ساعات قليلة أطلقت الداخلية سراح الموقوفين، بالتزامن مع إعلان اتحاد الكرة عن التعديلات الجديدة للحد من هذه الظاهرة، بعدما أصبح شغب الملاعب في الكويت أزمة حقيقية تهدد سمعة الرياضة المحلية.
وتتكرر في ملاعب الكويت مظاهر العنف والمشاجرات، حيث يرى كثيرون أن إدارات الأندية تتحمل مسؤولية شحن الجماهير بتصريحات وعبارات تشكك في قرارات الحكام وتبرر الخسارة، ما يغذي الأجواء العدائية. كما اعتُبرت العقوبات في المواسم الماضية غير رادعة، قبل أن تأتي القرارات الأخيرة لتشدد التعامل مع المخالفات.
يُذكر أن موسم 2025–2026 يمثل النسخة 64 من الدوري الكويتي الممتاز، ويخوض خلاله نادي الكويت حملة الدفاع عن لقبه، فيما صعد الجهراء والشباب من الدرجة الأولى، مقابل هبوط اليرموك وخيطان. وشهد الموسم الحالي تحقيق القادسية الفوز الأكبر لأصحاب الأرض على النصر (4-0)، بينما سجل الكويت والفحيحيل أكبر انتصار خارج الديار على حساب التضامن والجهراء بنتيجة واحدة (3-1).
تاريخ عريق
تاريخ كرة القدم الكويتية حافل بالمحطات البارزة والإنجازات، التي جعلت الأزرق واحدًا من أبرز المنتخبات في منطقة الخليج وآسيا.
فقد تأسس الاتحاد الكويتي لكرة القدم عام 1952، وانضم إلى الاتحاد الدولي “فيفا” عام 1962، ثم أصبح عضوًا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1964، وهو ما سمح للكويت بالمشاركة في البطولات القارية والدولية بشكل رسمي.
من أبرز المحطات التاريخية كان التتويج ببطولة كأس آسيا عام 1980 على أرض الكويت، لتصبح أول دولة عربية تحقق اللقب القاري، بعد الفوز في النهائي على كوريا الجنوبية (3-0). كما نجح المنتخب الكويتي في بلوغ نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، ليكون أول منتخب خليجي يشارك في المونديال، حيث لعب أمام فرنسا وإنجلترا وتشيكوسلوفاكيا، واشتهرت مشاركته بواقعة انسحاب الشيخ فهد الأحمد اعتراضًا على هدف فرنسي.
على مستوى كأس الخليج، يُعد الأزرق من أنجح المنتخبات، إذ توج بالبطولة 10 مرات، وهو الرقم القياسي حتى اليوم. البداية كانت بلقب النسخة الأولى عام 1970 في البحرين، ثم توالت الإنجازات عبر السبعينيات والثمانينيات وحتى آخر تتويج في عام 2010.
أما على صعيد الأندية، فقد لعبت الفرق الكويتية دورًا مهمًا في الكرة الخليجية والعربية. نادي القادسية ونادي الكويت من أبرز الأندية التي حققت نجاحات قارية، حيث فاز القادسية بلقب كأس الاتحاد الآسيوي عام 2010، فيما نال الكويت الكويتي اللقب ثلاث مرات أعوام 2009 و2012 و2013.
إحصائيًا، يُعتبر جاسم يعقوب وفيصل الدخيل من أبرز الهدافين التاريخيين للكرة الكويتية، حيث ارتبط اسمهما بالعصر الذهبي للمنتخب. كما تميز الحارس أحمد الطرابلسي كواحد من أفضل حراس المرمى في تاريخ الخليج.
ورغم فترات التراجع والعقوبات الدولية التي أثرت على مشاركات الكويت في السنوات الأخيرة، يبقى تاريخ الكرة الكويتية عامرًا بالإنجازات، التي رسخت مكانتها كأحد رواد اللعبة في المنطقة، وأسست لإرث رياضي يحظى بالاحترام خليجيًا وآسيويًا.