تودور: لا اختلافات بيننا وميلان.. وهذا ما ينقصنا | كووورة

لا يرى الكرواتي إيجور تودور، المدير الفني ليوفنتوس، فرقًا كبيرًا بين بيانكونيري وميلان، إذ أعرب عن رضاه عن أداء لاعبيه.
ويستضيف يوفنتوس نظيره ميلان، على ملعب أليانز، غدًا الأحد، ويسعى للعودة إلى سكة الانتصارات بعد أربعة تعادلات متتالية.
وقال تودور في مؤتمر صحفي اليوم السبت: “لا أعرف نوعية المباراة، ميلان فريق من الطراز الرفيع، يمتلك مدربًا ولاعبين رائعين، ويمرون بفترة جيدة، نلعب على أرضنا، وعلينا تقديم مباراة رائعة”.
وعلى عكس يوفنتوس، فاز ميلان في آخر خمس مباريات في جميع المسابقات.
وأضاف: “ما ينقصنا هو الفوز، هذا واضح، عندما أُحلل، أنظر إلى الأداء، ضد أتالانتا وفياريال، قدمنا أداءً رائعًا في مباراتين، ولعبنا بشكل أفضل من منافسينا”.
وتابع: “بذل اللاعبون جهدًا كبيرًا، كنا على وشك حصد النقاط الثلاث.”
وأكمل: “نلعب بنفس الطريقة منذ ستة أشهر؛ لدينا بالتأكيد هوية مميزة.”
وواصل: “أطالب بالتوازن منذ اليوم الأول، نحاول بذل قصارى جهدنا في الهجوم والدفاع”.
وأردف: “نختار اللاعبين المناسبين ونحاول إجراء التبديلات الصحيحة خلال المباراة، ما يهمني هو رؤية الفريق يؤدي ما هو مُفترض به، أحيانًا لا يُحسنون الأداء طوال التسعين دقيقة؛ هناك انسيابية وحدود، لكننا نعمل على تحسينها”.
وشدد: “نحن بحاجة إلى لعب مباراة رائعة غدًا، لا أرى اختلافات كبيرة بيننا وبين ميلان، أرضية الملعب ستُظهر من الأقوى، لديهم أفضلية اللعب يوم الأحد أو الاثنين، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا”.
وتلقّى يوفنتوس هدف التعادل في اللحظات الأخيرة ضد فياريال من ركلة ثابتة يوم الأربعاء في دوري أبطال أوروبا.
وقال تيودور: “نحاول أيضًا تحسين أدائنا في الركلات الثابتة يوميًا، أحيانًا ينجح الأمر، وأحيانًا لا ينجح، أحب هذا الفريق لأنه يتمتع بهوية ويعرف ما يفعله بالكرة وبدونها”.
وتابع: “الأمر لا يتعلق بالرقابة الفردية أو الرقابة الذاتية، أو بعدد اللاعبين، اخترت فلاهوفيتش تحديدًا لطوله الفارع، ما افتقرنا إليه هو قول أحدهم: (الكرة لي)”.
وأكمل: “ما يهمني هو أن الفريق قد تحسن في آخر مباراتين، هذا هو المهم، النتيجة تعتمد على عوامل عديدة”.
وغاب جليسون بريمر وخيفرين تورام عن آخر مباراة ضد فياريال، وبينما لم يتدرب الأول مع بقية الفريق يوم الجمعة، تدرب الثاني جزئيًا مع المجموعة.
مع ذلك، لا يزال من المبكر جدًا الحصول على تحديثات عن لياقة الثنائي، إذ سيعود الفريق للتدريبات لاحقًا اليوم.
واختتم تيودور حديثه قائلًا: “سنرى بعد جلسة التدريب اليوم، لا أستطيع الإفصاح عن أي شيء بعد”.
ولا يزال يوفنتوس محافظا على سجله من دون هزيمة في جميع المسابقات هذا الموسم، لكنه لم يحقق أي فوز منذ 13 سبتمبر/أيلول عندما تغلب على إنتر ميلان بنتيجة 4-3 في الدوري الإيطالي.
وتكتسب المواجهة أهمية استثنائية، ليس فقط لكونها تجمع بين اثنين من أكبر الأندية في إيطاليا وأوروبا، بل أيضًا لما تمثله من محطة حاسمة في سباق المنافسة المبكر على لقب الاسكوديتو.
ويدخل ميلان اللقاء وهو متصدر جدول الترتيب برصيد 12 نقطة، جمعها من خمسة مباريات حقق خلالها أربعة انتصارات مقابل هزيمة واحدة، بينما يحتل يوفنتوس المركز الرابع بـ11 نقطة، بعد أن سجل ثلاثة انتصارات وتعادلين، دون أن يتذوق طعم الخسارة حتى الآن. وبالتالي، فإن قمة الغد قد تعيد رسم خريطة الصدارة مؤقتًا وتمنح الفائز دفعة معنوية هائلة في مشواره.
ويحمل اللقاء طابعًا خاصًا لمدرب ميلان الحالي، ماسيمليانو أليجري، الذي يُعد أحد أبرز الأسماء في تاريخ يوفنتوس التدريبي، فقد سبق له قيادة البيانكونيري لفترتين مختلفتين، الأولى بين 2014 و2019، والثانية من 2021 حتى 2024.
في الفترة الأولى، قاد أليجري الفريق في 271 مباراة حقق خلالها 191 انتصارًا و39 خسارة و41 تعادلًا، مسجلًا 524 هدفًا مقابل 208 في شباكه. وقد حصد خلال تلك المرحلة خمسة ألقاب دوري إيطالي متتالية، وأربع بطولات لكأس إيطاليا، إضافة إلى لقبين للسوبر المحلي، كما بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، لكنه خسرهما أمام برشلونة وريال مدريد.
أما في ولايته الثانية، فقد قاد يوفنتوس في 149 مباراة، حقق خلالها 80 انتصارًا و34 تعادلًا و35 خسارة، مسجلًا 223 هدفًا ومستقبلًا 140.
ورغم تراجع البريق مقارنة بالفترة الأولى، فقد توج الفريق تحت قيادته بكأس إيطاليا موسم 2023-2024 على حساب أتالانتا.
Getty Images
أليجري ضد يوفنتوس
على الجانب الآخر، لم يكن سجل أليجري جيدا في مواجهاته ضد يوفنتوس. فقد واجه “السيدة العجوز” في 14 مباراة بمسيرته، حقق خلالها أربع انتصارات فقط مقابل 8 هزائم وتعادلين.
بدأت مواجهاته مع كالياري ضد يوفنتوس موسم 2008-2009 بخسارة بهدف دون رد، قبل أن يعود لتحقيق فوز مثير 3-2 في تورينو، ثم كرر الانتصار 2-0 في الموسم التالي وخسر إيابًا 1-0.
ومع ميلان، خسر أليجري أول مباراة له ضد يوفنتوس بنتيجة 2-1، ثم رد بالفوز 1-0 في الدور الثاني. إجمالًا، قاد الروسونيري في 10 مباريات ضد البيانكونيري، فاز في 2 وتعادل في 2 وخسر 6، بينما سجلت فرق أليجري 15 هدفًا مقابل 19 هدفًا في مرماها.
القمة ستكون أيضًا مواجهة تكتيكية بين أليجري ومدرب يوفنتوس الحالي، الكرواتي إيجور تودور. وفي المواجهات السابقة بينهما، يتفوق تودور نسبيًا، إذ فاز ثلاث مرات مقابل انتصارين فقط لأليجري. فقد قاد تودور هيلاس فيرونا للفوز 2-1 على فرق أليجري، كما تغلب على الأخير مرتين مع لاتسيو بنتيجتي 1-0 و2-1، فيما خسر مواجهتين بنتيجة 2-0.
وبدأ يوفنتوس موسمه الحالي بأداء قوي، حيث انتصر على بارما 2-0 في الجولة الأولى، ثم عاد من ملعب جنوى بفوز صعب 1-0، قبل أن يحقق انتصارًا مثيرًا 4-3 على إنتر ميلان في “ديربي إيطاليا”. لكن سرعان ما ظهرت بعض علامات التراجع، خاصة في دوري أبطال أوروبا، حين سمح لبوروسيا دورتموند بتسجيل أربعة أهداف في مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 4-4، لتثير الشكوك حول صلابة خطه الخلفي.
أما ميلان، فقد افتتح موسمه بخسارة صادمة على أرضه أمام كريمونيزي 2-1، لكنه سرعان ما استعاد توازنه. فاز على ليتشي 2-0، ثم على بولونيا 1-0، وتابع تألقه بثلاثية نظيفة أمام أودينيزي، قبل أن يهزم نابولي 2-1 في واحدة من أقوى مبارياته حتى الآن. كما تأهل إلى ثمن نهائي كأس إيطاليا بعد الفوز 3-0 على ليتشي مجددًا، ليضرب موعدًا مرتقبًا مع لاتسيو في ديسمبر المقبل، حيث ينتظر الفائز مواجهة المتأهل من لقاء بارما وبولونيا.
ومن المنتظر أن تكون مواجهة الغد عامرة بالإثارة، إذ يتطلع يوفنتوس إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لاستعادة الصدارة مؤقتًا، فيما يسعى ميلان إلى تثبيت موقعه في القمة وإرسال رسالة قوية لمنافسيه.
الصراع لا يقتصر على النقاط الثلاث فقط، بل يتجاوز ذلك إلى حرب نفسية ومعنوية في صراع طويل على لقب الدوري.
وبين خبرة أليجري وطموح تودور، وتاريخ الفريقين العريق، ستكون قمة “أليانز ستاديوم” حدثًا كرويًا لا يمكن تفويته.