من القمة إلى الملحق.. لماذا تراجع الأخضر السعودي بعد مونديال قطر؟ | كووورة

ارتفعت وتيرة الحماس بين الجماهير السعودية، بعد الأداء التاريخي الذي قدمه الصقور في كأس العالم قطر 2022، وتحقيق الفوز على منتخب الأرجنتين (2-1)، بقيادة نجمه الأسطوري، ليونيل ميسي، والذي توج في نهاية المشوار باللقب.
الجماهير السعودية، التي ملأت الشوارع ومنصات التواصل الاجتماعي، بالاحتفالات باتت تشعر بالقلق والتوتر، مع تراجع النتائج ، قبل خوض الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، وبدأت تتساءل عن أسباب هذا التراجع الكبير والتحول الذي طرأ على النتائج.
ويلعب منتخب السعودية في توقف أكتوبر/تشرين الأول الجاري ضد إندونيسيا مساء الأربعاء المُقبل، قبل أن يخوض مباراته الثانية ضد العراق، يوم 15 من الشهر الجاري، وتقام المباراتان في مدينة جدة السعودية، الأمر الذي يمنح الصقور، فرصة قوية للمضي قدمًا نحو التأهل لكاس العالم 2026.
وشهد الملحق تأهل 6 منتخبات للمنافسة خلال مجموعتين بواقع 3 منتخبات بكل مجموعة، يتأهل المتصدر من كل جانب إلى المونديال مباشرة، في المقابل، سيلعب الوصيفان مباراة فاصلة، كي يتأهل منتخب واحد فقط لخوض الملحق العالمي.
يستعرض “كووورة” في السطور التالية أهم الأسباب التي أدت لتراجع نتائج المنتخب السعودي قبل الملحق الآسيوي:
غزو النجوم
قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد أسابيع قليلة من انتهاء مونديال 2022، السماح لأندية الدوري السعودي، بتسجيل عدد مفتوح من اللاعبين الأجانب، في قوائمها أثناء فترات التسجيل المُعتَمدة، على أن يتم رفع القائمة النهائية، بالحد المسموح به، وهو 8 لاعبين، بجانب التعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب تحت فئة 21 عاما، كما عملت لجنة الاستقطابات على ضم أفضل نجوم الكرة العالمية، لتثار العديد من التساؤلات، حول الهدف الرئيسي من تلك الانتقالات، وهل تلك الصفقات سترفع من مستوى كرة القدم السعودية، لتُصبح في مصاف الكرة العالمية أم ستتسبب في تراجع نتائج المنتخب السعودي.
أسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبدالله، والهداف التاريخي للأخضر بـ 72 هدفا، أبدى مخاوف كبيرة، بسبب هذا القرار، مؤكدا أن سبب التراجع التهديفي للصقور في المباريات الدولية، بسبب استقطاب أغلب الأندية لمهاجمين عالميين، مما تسبب في جلوس المهاجمين السعوديين على مقاعد البدلاء.
غياب الاستقرار الفني
تسبب غياب الاستقرار الفني، وتغيير المديرين الفنيين، خلال السنوات الأخيرة، في تراجع نتائج المستوى السعودي، حيث يحتاج أى منتخب إلى فترة طويلة من الاستقرار تحت قيادة مدرب واحد، حتى يتمكن اللاعبون من فهم فلسفته وتطبيقها على أرض الملعب، إلا أن هذا لم يكن متاحا لدى الصقور.
فبعد رحيل هيرفي رينارد، صاحب إنجاز مونديال 2022، قرر الاتحاد السعودي في شهر أغسطس/آب 2023، تعيين المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، مديرًا فنيا للمنتخب السعودي، قبل أن يتم إقالته بعد أقل من عام لسوء النتائج.
وقاد روبرتو مانشيني، منتخب السعودية في 17 مباراة، فاز في 7 مباريات وخسر 5 وتعادل في 5 مواجهات أيضًا، ليقرر بعدها الاتحاد السعودي عودة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وبالنظر للمباريات نجد أن المنتخب السعودي، ظهر بمستوى أقل من المتوقع في عدة مباريات، ما يُشير إلى ضعف في التحضير البدني والتكتيكي، بجانب غياب الحماس والروح القتالية في بعض المباريات الحاسمة.
تعديلات بالجملة
فشل روبرتو مانشيني، في وضع بصمته مع المنتخب السعودي، وظهر جليا، وجود تخبط في قرارات المدرب الإيطالي، وفي قراءة المباريات، وإجراء التغييرات المناسبة في الوقت المناسب.
وضم مانشيني، 30 لاعبا مختلفا في تشكيلاته الأساسية التي بدأ بها المباريات التسع الأولى التي خاضها مع المنتخب السعودي، في التصفيات المؤهلة للمونديال، كما وصل إجمالي عدد التغييرات التي أجراها على تشكيلته، إلى 38 تغييرا.
لعنة الإصابات
عانى المنتخب السعودي، من لعنة الإصابات خلال السنوات الأخيرة، حتى باتت ظاهرة شبه دائمة تطارد الصقور في كل معسكراته ومبارياته المهمة.
وشهد المعسكر الأخر للمنتخب السعودي، إصابة سالم الدوسري، وغيابه عن المباراة الودية أمام مقدونيا الشمالية، فضلا عن إصابة أيمن يحيى وزياد الجهني، إضافة إلى ابتعاد ناصر الدوسري وحارس المرمى نواف العقيدي، عن التدريبات.
وتكررت هذه المعاناة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، إذ تأثر الأخضر بموجة إصابات استهدفت أبرز نجومه، مثل سعود عبد الحميد وحسن كادش، مما أجبر الجهاز الفني على استبعادهما من مواجهة اليابان التي انتهت بخسارة الفريق 0-2.
كما انعكس النقص العددي للأخضر في بطولة الكأس الذهبية 2025، بإصابة المدافع عبد الله مادو والظهير همام الهمامي، وحسن كادش ومهند آل سعد، في وداع الصقور للبطولة من الدور ربع النهائي.
كما واجه المنتخب السعودي صعوبات كبيرة بسبب إصابة لاعبين قبل انطلاق بطولة خليجي 26، أبرزهم عبد الإله العمري وعبد الله الخيبري، والمهاجم صالح الشهري، لتتوالى خيبات الأمل بخسارة الأخضر أمام عمان في نصف النهائي.
عناد رينارد
عانى المنتخب السعودي، من عناد مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، بعد اعتماده على أسماء بعينها رغم عدم نجاحها، مثل اختياره للمدافع علي البليهي، وتجاهل المطالبات الإعلامية والجماهيرية بالتغيير والاعتماد على خيارات مثل علي لاجامي، أو الشاب سعد الموسى.
كما تجاهل المدرب الفرنسي، المطالب باستدعاء عبد الله آل سالم، نجم الخليج وهدّاف اللاعبين المحليين في الدوري السعودي للمحترفين، وهو واحد من ضحايا عناد رينارد مثل عبد الرحمن الغريب (النصر)، وتركي العمار (القادسية).
Getty Images