kooora logo

أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب منتخب البرازيل، اليوم الإثنين، أن نيمار دا سيلفا، قائد السيليساو، لا يزال ضمن خططه، لكنه يحتاج لاستعادة كامل لياقته البدنية للعودة للفريق مع سعيه لإنعاش مسيرته الدولية قبل نهائيات كأس العالم 2026.

ولم يشارك نيمار (33 عامًا) مع منتخب البرازيل منذ عامين، إذ أعاقت الإصابات قدرته على الأداء بثبات منذ عودته إلى سانتوس العام الماضي، بعد فترة قضاها مع الهلال السعودي.

وأشاد أنشيلوتي، الذي تحدث قبل المباراة الودية المقررة أمام اليابان في طوكيو، غدًا الثلاثاء، بموهبة نيمار لكنه شدد على أهمية جاهزيته البدنية.

وقال أنشيلوتي في تصريحات عبر المؤتمر الصحفي: “يستطيع نيمار اللعب بأعلى مستوياته مع هذا الفريق دون أي مشاكل، وعندما يكون في حالة بدنية جيدة، يمتلك الكفاءة للعب ليس فقط في البرازيل بل في أي فريق في العالم بفضل موهبته”.

وكان آخر مرة ارتدى فيها نيمار قميص البرازيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما عانى من إصابة خطيرة في أربطة الركبة مما أعاق محاولات عودته للملاعب.

وتدخل البرازيل مباراة الغد في حالة معنوية عالية بعد انتصارها 5-0 على كوريا الجنوبية، يوم الجمعة الماضي، إثر أداء أظهر قدرة الفريق على إمتاع الجماهير.

وأكد أنشيلوتي ضرورة التحلي بميزتين يراهما من أولوياته وتسبقان الاهتمام بالكرة الجميلة: التوازن والعمل الجماعي.

وعن فلسفته في هذا الجانب، شرح الأمر بالقول: “المنتخب البرازيلي يريد أن يلعب كرة قدم جميلة ويمكنه ذلك، لكن الأمر يتوقف على ما تقصده باللعب الجميل، وبالطبع، يتمتع اللاعبون بجودة فردية والتزام، لكن ينبغي أن نتميز بالكرة ومن دونها، هذا جانب مهم”.

ومنذ توليه المسؤولية، حقق أنشيلوتي 3 انتصارات وتعادل وهزيمة، وتحت قيادته أصبحت البرازيل أكثر صلابة دفاعيًا واستقبلت هدفًا واحدًا “من ركلة جزاء ضد بوليفيا”، بينما سجلت 9 أهداف.

مسيرة نيمار مع سانتوس

عاد نيمار إلى نادي سانتوس، الفريق الذي شهد انطلاقته الأولى في عالم كرة القدم، في بداية عام 2025 بعد تجربة مخيبة للآمال مع نادي الهلال السعودي.

وخلال هذه الفترة، واجه النجم البرازيلي تحديات كبيرة بسبب الإصابات المتكررة التي أثرت على استمراريته وأدائه.

ومنذ عودته، شارك نيمار في 21 مباراة فقط مع سانتوس، سجل خلالها 6 أهداف فقط.

وخلال مسيرته مع سانتوس في هذه المرحلة، أظهر نيمار لحظات من التألق، لكنه لم يتمكن من استعادة مستواه المعهود بسبب إصاباته المتكررة.

وخلال السنوات القليلة الماضية زادت إصابات نيمار وتنوعت بدءا من الإصابات العضلية البسيطة حتى الإصابات الخطيرة مثل تمزق الرباط الصليبي الذي أبعده عن الملاعب لمدة عام تقريبًا.

تجربة الدوري السعودي

قبل عودته إلى سانتوس، وقّع نيمار مع الهلال السعودي في صيف 2023، لكنه لم يتمكن من تقديم الأداء المتوقع بسبب إصابة خطيرة في الرباط الصليبي لركبته اليسرى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلال مباراة دولية مع المنتخب البرازيلي ضد الأوروجواي (0-2) في مونتيفيديو.

خلال فترته مع الهلال، لعب نيمار 7 مباريات فقط، سجل خلالها هدفًا واحدًا وقدم 3 تمريرات حاسمة.

هذه الأرقام لم ترقَ إلى توقعات الجماهير والنقاد، خاصة بالنظر إلى القيمة المالية الكبيرة لصفقة انتقاله.

وقبل تلك الإصابة كان نيمار قد خاض 5 مباريات فقط مع الهلال: 3 في الدوري و2 في دوري أبطال آسيا، حيث سجل هدفا وصنع اثنين.

الإصابة، إلى جانب الضغوطات النفسية والجسدية، جعلت تجربته في السعودية قصيرة وغير مثمرة، مما دفع نيمار إلى اتخاذ قرار العودة إلى البرازيل لاستعادة شغفه باللعبة مع فريقه الأول سانتوس.

مسيرة نيمار الدولية

لم تقتصر تداعيات إصابات نيمار على مستواه مع الأندية، بل امتدت إلى مشاركاته مع المنتخب البرازيلي.

فقد غاب نيمار عن تمثيل “السيليساو” لمدة تقارب العامين، منذ إصابته في الرباط الصليبي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

هذا الغياب الطويل أثر على مكانته كأحد اللاعبين الأساسيين في المنتخب، خاصة في ظل ظهور جيل جديد من اللاعبين الشباب مثل فينيسيوس جونيور ورودريجو.

ورغم هذه التحديات، يظل نيمار أحد أكثر اللاعبين موهبة في تاريخ كرة القدم البرازيلية، حيث يعد ثاني أفضل هداف في تاريخ البرازيل بعد بيليه.

ومع ذلك، فإن الإصابات المتكررة جعلت عودته إلى المنتخب مسألة معقدة، حيث يحتاج إلى استعادة لياقته البدنية والثقة الكاملة في قدراته.

وعلى المدى الطويل، قد يسعى نيمار إلى العودة إلى المنتخب البرازيلي، خاصة مع اقتراب بطولات دولية مثل كأس العالم 2026.

ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب منه تجاوز الإصابات المتكررة والتعافي تماما مع تجهيز نفسه بدنيا، من أجل العودة إلى مستواه المعهود وتفادي الانتكاسات مجددا.

كما أن تجربته في سانتوس قد تكون فرصة لإعادة بناء إرثه في ناديه الأم، حيث بدأ مسيرته كموهبة شابة أذهلت العالم.