سجل البلجيكي لياندرو تروسارد، نجم آرسنال، هدف مباراة المدفعجية الوحيد أمام فولهام، اليوم السبت، على ملعب كرافين كوتاج، ضمن لقاءات الجولة الثامنة للبريميرليج.
جاء هدف فوز آرسنال باللقاء، في الدقيقة 85، من صناعة البرازيلي جابرييل ماجاليس.
وبحسب شبكة “سكواكا” للإحصائيات، فإن آرسنال هو أول فريق يمتلك 10 لاعبين سجلوا أهدافا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
وسجل أهداف آرسنال كل من فيكتور جيوكيريس، وبوكايو ساكا، وجورين تيمبر، وريكاردو كالافيوري، ومارتن زوبيمندي، وديكلان رايس، وميكيل ميرينو، وجابرييل، ومارتينيلي، وجابرييل ماجاليس، ولياندرو تروسارد.
وأضافت الشبكة، أنه منذ انضمامه إلى آرسنال في موسم 2020/2021، يُعد جابرييل قلب الدفاع الوحيد الذي ساهم بشكل مباشر في 20 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بواقع 18 هدفًا، وتمريرتين حاسمتين.
وحقق آرسنال الفوز في مباريات خارج أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من أي فريق آخر في عام 2025، برصيد 8 مباريات.
كما حافظ الفريق على نظافة شباكه في خمس مباريات من تلك الانتصارات الثمانية، ولم يستقبل سوى ثلاثة أهداف.
ولم يتلق آرسنال أي تسديدة على المرمى في مباراتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني في موسمه الأخير الذي توج فيه باللقب 2003-2004، وكانت مباراته الثانية في تلك السلسلة ضد فولهام أيضًا.
وحافظ آرسنال على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما حقق فوزا عسيرا خارج أرضه على حساب فولهام (1-0)، اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة الثامنة.
تروسارد يتمسك بآرسنال
أكد الجناح البلجيكي لياندرو تروسارد، لاعب آرسنال، أنه لم يفكر مطلقًا في مغادرة الفريق الإنجليزي مع انطلاق الموسم الجديد، رغم التكهنات حول رحيله إلى فريق آخر.
وانضم تروسارد إلى آرسنال في عام 2023، قادمًا من برايتون، ومن وقتها خاض 132 مباراة بمختلف المسابقات، وسجل 30 هدفًا وصنع 25 آخرين.
تروسارد لم يفكر في مغادرة صفوف المدفعجية
وقال تروسارد، في تصريحات عبر مؤتمر صحفي، خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة: “هناك دائمًا شائعات كهذه، ولكن لم يكن الرحيل احتمالًا مطروحًا على الإطلاق، وأشعر أنني مرتاح بشدة في آرسنال”.
وأضاف: “في بداية الموسم، عانيت قليلًا بسبب الإصابة، وأعتقد أن هذه الشائعات ظهرت بسبب قلة مشاركاتي في المباريات”.
ونجح تروسارد في العودة إلى تشكيلة آرسنال، متصدر ترتيب الدوري.
وأكمل: “أمضيت أسابيع جيدة مع آرسنال، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، وأخيرًا أصبحت لائقًا من الناحية البدنية وفي أفضل حالاتي كلاعب وأنا سعيد للغاية بذلك”.
وواصل: “شاركت كثيرًا في الأسابيع الأخيرة، وقمت بما علي فعله، وأشعر بالرضا تجاه ذلك”.
تفاؤل حذر
لكن يبدو أن موسم 2025-2026 ليس كغيره، فهذه المرة، هناك هدوء يسبق العاصفة، يصحبه ذكاء في التخطيط، فقد أتم آرسنال تعاقداته مبكرًا، وبدأ الموسم بصفقات مدروسة بعناية.
المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس، جاء من سبورتينج لشبونة مقابل 63.5 مليون يورو، مرتديًا الرقم 14 الذي كان يومًا على ظهر الأسطورة الفرنسي تييري هنري.
أرقام جيوكيريس في البرتغال (97 هدفًا في 102 مباراة) ليست عادية، إنها وعد صريح بإعادة أمجاد الملك هنري.
كما ضم النادي، الإسباني مارتن زوبيمندي ضابط إيقاع ريال سوسييداد، والمبدع إيبيريش إيزي من كريستال بالاس، ليضيف لمسة فنية وسرعة غير متوقعة.
Getty Images
نضج إداري وفني
المدير الرياضي الجديد أندريا بيرتا، القادم من أتلتيكو مدريد، أعاد تعريف كلمة “تخطيط”، فلا صفقات متأخرة، ولا مفاوضات عشوائية، بل هناك منهج واضح مبني على احتياجات حقيقية.
أما المدرب أرتيتا، فقد بدا أكثر هدوءا وثقة، متعلما من دروس السقوط، وأصبح يعرف متى يُغامر، ومتى يحمي فريقه من نفسه.
اللاعبون الشباب بدورهم يمثلون شريان الحياة، فعناصر أمثال إيثان نواريني، مايلز لويس سكيلي، والموهبة الفريدة ماكس داومان (15 عامًا)، يمنحون الفريق، طاقة جديدة، وجرأة تجعل المخضرمين أكثر يقظة.
إنه توازن نادر بين النضج والحلم، مزيج ربما كان ينقص آرسنال في السنوات الماضية، ومع ذلك، يبقى طريق اللقب محفوفًا بالأشواك، فمشكلة الانضباط لم تُحل تمامًا، والفريق الذي يتلقى أكثر من بطاقتين حمراوين في الموسم غالبًا لا يتوّج.
الإصابات أيضًا شبح دائم، والمنافسة لا ترحم، فكل غياب قد يفتح ثغرة، وكل ثغرة قد تبتلع الحلم بأكمله.. لكن الخطر الأكبر ليس في الأقدام، بل في العقول.
فآرسنال عاش كثيرًا تحت ضغط التاريخ، يخاف الظلال أكثر من الخصوم، فهل تعلّم كيف يتعامل مع الرعب حين يقترب من النهاية؟
فليفربول يملك شخصية البطل، بينما لا يزال مانشستر سيتي واقفًا كعملاق مهدد، تحت قيادة أسطورة التدريب بيب جوارديولا، وفي هذا الصراع، كل فريق أشبه بوحش يترقب الآخر، ينتظر لحظة الضعف ليقضي عليه.
نحو كسر العقدة التاريخية؟
كل المؤشرات تقول إن هذا الموسم قد يكون مختلفًا، فآرسنال بات أكثر نضجًا، أكثر عمقًا، أكثر وعيًا بحدوده وبقدراته، بفضل التخطيط الذكي، والصفقات المحكمة، والانضباط الدفاعي، والتوازن بين الخبرة والحماس، وكلها أسلحة في ترسانة أرتيتا الجديدة.. لكن كرة القدم لا تعترف بالنوايا، بل بالثبات حين يهتز كل شيء.
الفيل هذه المرة يبدو أكثر استقرارًا فوق الشجرة، جذوره مغروسة بعمق في فكرة جديدة عن الذات، فلم يعد السؤال: متى سيسقط الفيل؟ بل: هل تعلّم آرسنال أخيرًا من مرارة السقوط؟ وهل يمتلك حاليا ما يكفي من الصبر والشراسة ليظل فوق الشجرة حتى النهاية؟
الأسابيع المقبلة وحدها ستجيب، لكن رياح الشمال اللندني تحمل هذه المرة رائحة مختلفة، رائحة فريق ربما آن له أن يُولد من جديد.
صوت الجماهير
في المدرجات، تتنفس الجماهير، مزيجًا من الحذر والأمل، فالوجوه القديمة التي عاشت خيبات الماضي، لا تجرؤ على الفرح الكامل، بينما العيون الشابة ترى في هذا الفريق شيئًا يشبه الحلم المؤجل.
الهتافات ترتفع، لكنها تحمل رجفة خوف، الأغاني تُردد، لكن بنغمة انتظار.
في كل مرة يسجل فيها آرسنال هدفًا، تتعالى الصيحات، ثم يهمس أحدهم: “المهم ما سيحدث في النهاية”، فالمدرجات تعرف أن الفيل قد صعد مجددًا إلى الشجرة، لكنها هذه المرة تحلم بألا يسقط، بل أن يتعلم الطيران.