تلقى نادي برشلونة الإسباني ضربة قوية قبل الكلاسيكو المنتظر أمام ريال مدريد، بعد أن تعرض نجمه البرازيلي رافينيا لانتكاسة جديدة في رحلة تعافيه من الإصابة العضلية التي لحقت به مؤخرًا، ما سيؤدي إلى غيابه لفترة أطول عن الملاعب دون تحديد موعد دقيق لعودته.
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، فإن رافينيا لا يزال يعاني من مشكلات في العضلة ذات الرأسين للفخذ الأيمن، وهي الإصابة التي حرمته من المشاركة في الأسابيع الأخيرة، لتتأجل عودته الرسمية لعدة أسابيع إضافية.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللاعب خضع لاختبار بدني في تدريبات الفريق يوم الجمعة، لكنه لم يشعر بالراحة المطلوبة أثناء التمرينات، الأمر الذي دفع الجهاز الفني بقيادة الألماني هانز فليك إلى اتخاذ قرار نهائي باستبعاده من الحسابات الخاصة بالكلاسيكو، وعدم المجازفة بإشراكه قبل أن يتعافى تمامًا.
الانتكاسة تعصف بخطة فليك
كان الهدف الأساسي لفليك وجهازه الفني هو تجهيز رافينيا لخوض مواجهة ريال مدريد المرتقبة، إلا أن الانتكاسة الجديدة أجبرت الجميع على التراجع عن تلك الخطة.
وبات واضحًا أن الجهاز الفني يفضل هذه المرة اتباع نهج أكثر حذرًا في التعامل مع إصابة اللاعب، خاصة بعد أن أشار بعض المقربين من غرفة ملابس برشلونة إلى أن استعجال مشاركته في وقت سابق لم يكن قرارًا صائبًا.
ويرى هؤلاء أن الأولوية الآن يجب أن تكون لضمان تعافي رافينيا بشكل كامل، دون أي ضغوط أو مجازفات قد تؤدي إلى انتكاسة جديدة، خصوصًا أن فليك يعتمد عليه كأحد أهم عناصر خط الهجوم إلى جانب لامين يامال وليفاندوفسكي.
EPA
تأثير واضح على المنظومة الهجومية
غياب رافينيا ترك أثرًا واضحًا على أداء برشلونة في المباريات الأخيرة، لا سيما في الضغط العالي والاختراق من الأطراف، وهي النقاط التي يشتهر بها اللاعب البرازيلي بفضل سرعته وانضباطه التكتيكي.
ومع ذلك، يثق الجهاز الفني في قدرة الفريق على تجاوز هذه الضربة ومواصلة الانتصارات، خصوصًا مع التألق اللافت للشاب لامين يامال الذي يقدم مستويات مميزة رغم صغر سنه.
ومن المنتظر أن يغيب رافينيا أيضًا عن عدد من المباريات التالية للكلاسيكو، إذ لا ينوي فليك المخاطرة بإشراكه قبل أن يكون في جاهزية بدنية تامة، حتى لو كان ذلك يعني غيابه لشهر إضافي.
رافينيا بالأرقام.. بصمة لا تُمحى
منذ وصوله إلى برشلونة في صيف 2022 قادمًا من ليدز يونايتد الإنجليزي مقابل نحو 58 مليون يورو، أصبح رافينيا أحد أهم الأوراق الهجومية في الفريق الكتالوني.
وخلال فترته مع البارسا، خاض اللاعب 151 مباراة في جميع المسابقات، تمكن خلالها من تقديم 110 مساهمة تهديفية، حيث سجل 57 هدفًا وقدم 53 تمريرة حاسمة، في إجمالي 10,010 دقائق لعب، وهو رقم يعكس تأثيره الكبير في المنظومة الهجومية للفريق.
أما في الموسم الحالي 2024-2025، فقد شارك النجم البرازيلي في 7 مباريات حتى الآن — منها 6 في الدوري الإسباني وواحدة في دوري أبطال أوروبا أمام نيوكاسل يونايتد.
وخلال تلك المباريات، نجح في تسجيل 3 أهداف وصناعة هدفين، قبل أن تعاوده الإصابة التي أوقفته عن مواصلة التوهج.
EPA
موقف الفريقين قبل الكلاسيكو
يدخل برشلونة مواجهة الكلاسيكو بعد أداء جيد في الليجا، إذ خاض حتى الآن 9 مباريات حقق خلالها 7 انتصارات وتعادل في مباراة واحدة وخسر أخرى.
وجاء التعادل أمام رايو فاليكانو بنتيجة (1-1)، بينما كانت الهزيمة أمام إشبيلية بنتيجة ثقيلة (4-1)، وهي الخسارة التي أثارت كثيرًا من الجدل حول المنظومة الدفاعية للفريق.
في المقابل، خاض ريال مدريد نفس العدد من المباريات، وحقق خلالها 8 انتصارات مقابل هزيمة وحيدة كانت أمام الجار اللدود أتلتيكو مدريد بنتيجة (5-2).
ويتصدر ريال مدريد جدول الترتيب برصيد 24 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن برشلونة صاحب المركز الثاني بـ22 نقطة، ما يجعل الكلاسيكو المقبل على ملعب سانتياغو برنابيو فرصة مثالية للفريقين لتغيير موازين الصدارة.
كابوس الكلاسيكو يطارد ريال مدريد
شهد موسم 2024-2025 تفوقًا كاسحًا لبرشلونة على غريمه ريال مدريد في جميع مواجهاتهما، إذ لم يتمكن الميرينجي من تحقيق أي انتصار خلال أربع مواجهات متتالية، خسر فيها ثلاث بطولات لصالح البلوجرانا.
في اللقاء الأول بينهما في الدوري الإسباني الموسم الماضي، والذي أقيم في الجولة الحادية عشرة بتاريخ 26 أكتوبر، حقق برشلونة فوزًا ساحقًا (4-0) في أول كلاسيكو يقوده فليك، منهياً سلسلة من أربع انتصارات متتالية للمدرب أنشيلوتي على البارسا.
وشهدت تلك المباراة تألقًا هجوميًا كبيرًا، حيث سجل ليفاندوفسكي ثنائية، بينما أضاف لامين يامال ورافينيا هدفين آخرين.
تكرر المشهد في نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أقيم في السعودية، حيث واصل برشلونة تفوقه رغم تقدم ريال مدريد المبكر بهدف لمبابي.
لكن الفريق الكتالوني رد بخماسية مدوية انتهت بفوزه (5-2)، بفضل أهداف لامين يامال وليفاندوفسكي ورافينيا (هدفين) وأليخاندرو بالدي، ليحصد فليك أول ألقابه مع برشلونة على حساب غريمه الأبدي.
ثم جاءت المواجهة الثالثة في نهائي كأس ملك إسبانيا بتاريخ 26 أبريل 2025، حين قلب ريال مدريد تأخره إلى تقدم 2-1 بفضل هدفي مبابي وتشواميني، قبل أن ينجح برشلونة في قلب النتيجة مجددًا عبر فيران توريس الذي سجل التعادل، وجوليس كوندي الذي أحرز هدف الفوز في الوقت الإضافي، ليكمل البارسا ثلاثية تاريخية على حساب الملكي.
وفي اللقاء الرابع بالدور الثاني من الليجا، أقيمت المباراة في معقل برشلونة ضمن الجولة الخامسة والثلاثين، وتقدّم ريال مدريد سريعًا بهدفين بعد 14 دقيقة فقط، لكن برشلونة رد بقوة، محققًا ريمونتادا مثيرة انتهت بفوزه (4-3) وحسمه للقب الدوري الإسباني.
تحدي جديد على أرض البرنابيو
ورغم التفوق الكاسح لبرشلونة في الموسم الماضي، فإن مواجهة هذا الموسم تبدو مختلفة تمامًا، خاصة في ظل غياب رافينيا وعدد من العناصر الأساسية، إلى جانب تحسن مستوى ريال مدريد بقيادة نجومه الجدد وعلى رأسهم كيليان مبابي وجود بيلينجهام.
ومع ذلك، يطمح فليك إلى مواصلة تفوقه على الملكي وإرسال رسالة جديدة مفادها أن برشلونة عاد بالفعل إلى القمة، بينما يسعى ريال مدريد لاستعادة كبريائه المفقود وإنهاء عقدة الكلاسيكو الممتدة منذ عام كامل.
