العملاق البافاري واصل طوفانه الكاسح على كل الجبهات
حقق المتصدر بايرن ميونخ فوزًا جديدًا على مضيفه المتعثر بوروسيا مونشنجلادباخ، ليعادل بذلك رقمًا قياسيًا تاريخيًا.
فريق المدرب فينسنت كومباني انتصر بثلاثة أهداف دون رد (0-0 في الشوط الأول)، في المباراة التي أقيمت على ملعب بوروسيا بارك، في منطقة الراين السفلى، اليوم السبت ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى الألماني.
وكان هذا الانتصار الثالث عشر على التوالي لبايرن منذ بداية الموسم، في كل المسابقات، وهو إنجاز لم يحققه في الدوريات الأوروبية الكبرى، سوى ميلان الإيطالي في موسم 1992/1993.
معاناة مبكرة
وعانى أصحاب الأرض من النقص العددي المبكر، بعد طرد اللاعب ينس كاستروب في الدقيقة 19 ببطاقة حمراء، بعد تدخل حكم الفيديو المساعد.
واستغل بايرن التفوق العددي ليسجل ثلاثية، بواسطة جوشوا كيميش في الدقيقة 64، ورافاييل جيريرو في الدقيقة 69، والموهبة الصاعدة لينارت كارل، الذي أحرز هدفاً رائعاً في الدقيقة 81.
وبهذا الفوز، احتفل بايرن بتحضير مثالي لمباراته في كأس ألمانيا يوم الأربعاء (الساعة 20:45 بتوقيت ألمانيا) أمام كولن.
في المقابل، واصل فريق المدرب يوجين بولانسكي بدايته الكارثية للموسم، رغم الأداء القتالي أمام حامل اللقب.
فقد أضاع اللاعب كيفن شتوجر ركلة جزاء، في الدقيقة 75، بعدما اصطدمت تسديدته بالقائم.
ولم يسبق في تاريخ النادي العريق أن مرّ بثماني جولات دون تحقيق أي فوز. وستكون الفرصة المقبلة لحصد أول ثلاث نقاط في الدوري، عندما يواجه جلادباخ مضيفه سانت باولي في الجولة القادمة، بعد أن يخوض أولاً مباراة كأس ألمانيا يوم الثلاثاء (20:45) أمام كارلسروه من الدرجة الثانية.
وأجرى المدرب كومباني ستة تغييرات على تشكيلته الأساسية، مقارنة بالفوز 4-0 على كلوب بروج في دوري الأبطال.
وشارك الحارس يوناس أوربيج في التشكيلة كما كان مخططاً، لاكتساب حساسية المباريات قبل لقاء كولن، إذ سيغيب الحارس الأساسي مانويل نوير عن تلك المباراة بسبب الإيقاف.
تأخر المباراة
وتأخرت انطلاقة اللقاء 15 دقيقة بسبب ازدحام مروري، تسبب في تأخر وصول حافلة بايرن إلى الملعب.
لكن على أرض الميدان، ضغط الفريق البافاري منذ اللحظة الأولى، وكاد لويس دياز أن يسجل هدف التقدم المبكر في الدقيقة الأولى.
وبعد تلك الفرصة، نظم جلادباخ صفوفه وأظهر صلابة دفاعية، إلى أن ارتكب كاستروب خطأً عنيفاً ضد دياز بتدخل بالقدم المفتوحة، ليمنحه الحكم ساشا شتجمان في البداية بطاقة صفراء، قبل أن يعود لتقنية الفيديو ويحولها إلى حمراء مباشرة.
ورغم التفوق العددي، عانى هجوم بايرن طويلاً من فك التكتل الدفاعي للمضيفين، ولم تتح فرص واضحة إلا قرب نهاية الشوط الأول، حين أخفق هاري كين في تسديد الكرة بشكل صحيح (دقيقة 42)، ثم سدد توم بيشوف كرة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم (45).
وبدأ بايرن الشوط الثاني بقوة، وأهدر مايكل أوليس عدة فرص في الدقائق الخمس الأولى بعد الاستراحة.
وواصل حامل اللقب ضغطه المتواصل، حتى كسر كيميش الجمود بتسجيل الهدف الأول، ليُفتح الطريق أمام هدف جيريرو بعد دقائق قليلة.
وبعد إهدار شتوجر لركلة الجزاء، التي كانت ستعيد الأمل لأصحاب الأرض، أطلق البديل لينارت كارل رصاصة الرحمة بهدف ثالث حسم المواجهة تماماً.
مرحلة توهج
يعيش بايرن ميونخ مرحلة مثيرة من التوهج، تحت قيادة المدير الفني البلجيكي فينسنت كومباني، الذي تولى المهمة في صيف 2024، بعد فترة مخيبة مع بيرنلي في الدوري الإنجليزي.
ورغم الشكوك التي رافقت تعيينه، فإن بصماته بدأت تظهر بوضوح على طريقة لعب الفريق، لا سيما في الجوانب التكتيكية والضغط العالي.
كومباني حاول منذ البداية إعادة الحيوية للفريق بعد موسم مضطرب، فاعتمد على أسلوب يعتمد على البناء من الخلف، والتمرير السريع بين الخطوط، مع مرونة تكتيكية حسب الخصم.
لكنه واجه في المقابل تحديات واضحة على مستوى التوازن الدفاعي، إذ يعاني الفريق أحيانًا من المساحات الواسعة خلف الأظهرة، نتيجة الضغط المرتفع، وهو ما كلفه بعض النقاط في الموسم الماضي.
ومن الناحية الهجومية، أعطى كومباني حرية أكبر لهاري كين، في التحرك خارج منطقة الجزاء لصناعة اللعب، ما زاد من تنوع الخيارات الهجومية. كما يُحسب للمدرب البلجيكي أنه بدأ في إدماج بعض العناصر الشابة، أبرزها لينارت كارل، لضخ دماء جديدة في التشكيلة البافارية.
وحقق بايرن 8 انتصارات على التوالي في بداية الموسم الحالي من البوندسليجا، ليعتلي الصدارة وحيدًا برصيد 24 نقطة، كما حصد 3 انتصارات متتالية في مستهل منافسات دوري أبطال أوروبا، آخرها على كلوب بروج البلجيكي بنتيجة (4-0) في أليانز أرينا.
ويحلم العملاق البافاري بالتتويج بلقبه السابع في دوري أبطال أوروبا، الذي لم يرفع كأسه منذ عام 2020، عندما تغلب على باريس سان جيرمان في المباراة النهائية (1-0)، بهدف كينجسلي كومان من ضربة رأسية.
