استثمار كبير.. هل ينجح سباليتي فيما فشل فيه أسلافه بيوفنتوس؟ | كووورة

استثمار كبير.. هل ينجح سباليتي فيما فشل فيه أسلافه بيوفنتوس؟ | كووورة

كان الهولندي تيون كوبمينرز، لاعب وسط يوفنتوس، أحد الصفقات التي شكلت لغزا كبيرا لجماهير السيدة العجوز في الفترة الماضية، في ظل تذبذب مستوى اللاعب وفشله في إيجاد نفسه بالنادي.

وصل كوبمينرز إلى يوفنتوس في صيف 2024 في الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية، قادما من أتالانتا، في صفقة بلغت قيمتها 51 مليون يورو.

صفقة ضخمة ماديا، ومثيرة للجدل أيضا بسبب الأحداث التي صاحبت تلك الصفقة، حيث تمرد اللاعب الهولندي على ناديه أتالانتا محاولا إجبار لاديا على تركه يرحل إلى البيانكونيري، ليتحقق طلبه في النهاية ويغادر لينتقل إلى اليوفي.

رهان كبير

يريد لوتشيانو سباليتي المدير الفني الجديد ليوفنتوس، إعداد الهولندي للعب الدور المثالي، وذلك بعدما لاقى دوره استحسانا كبيرا في مباراة كريمونيزي الأخيرة بالجولة العاشرة من الدوري الإيطالي، والآن أصبح الثبات في أدائه.

أكبر رهان للوتشيانو وفريقه يوفنتوس يستحق 51 مليون يورو، وهي قيمة كوبمينرز.

رهان شامل على لاعب واحد تحديدًا، وهو ما لم ينجح موتا ولا تودور في استغلاله بالكامل.

بعد أول ظهور ناجح للمدرب الجديد، سُلطت الأضواء مجددًا على تيون كوبمينرز. لكن هذه المرة، لم يكن “البرتقالي” بمثابة إنذار كالمعتاد، بل كان بمثابة إشارة على بصيرة سباليتي الجديدة، وعلى تغيير جديد في دور الهولندي، الذي أصبح الآن مدافعًا.

اتخذ سباليتي خطوته الجديدة، والآن الأمر متروك لكوب لاستعادة بريقه الذي فقده في الفترة الماضية ومنذ انضمامه للفريق تحديدا والاستفادة من هذه الخطوة الحاسمة التي اتخذها مدربه الجديد.

على مدار الموسم الماضي، وتحت قيادة تياجو موتا المدرب السابق للببيانكونيري، لعب كوبمينرز في العديد من المراكز المختلفة، فلعب كلاعب خط وسط مهاجم، ولاعب وسط مركزي، ومهاجم وهمي.

أما مع تودور، شوهد تيون وهو يلعب على الطرف الأيمن خلف المهاجم وكلاعب وسط دفاعي في خط الوسط المكون من اثنين، ورغم ذلك، لم يتمكن النجم الهولندي من التعبير عن نفسه أو إظهار أيا من قدراته.

أما سباليتي فقد وضعه في مركز قلب الدفاع الأيسر في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، ليظهر بشكل جيد في مباراته الأولى بهذا المركز ضد كريمونيزي.

ويحتاج الهولندي إلى إعادة ابتكار نفسه من جديد، فيما يبدو أنه خطوة أخيرة لتجنب وصفه بالفشل، لاسميا وأنه لم ينجح مع أيا من المدربين السابقين للفريق.

وقال سباليتي في تصريحاته بعد المباراة عن مركز كوب الجديد “يستطيع اللعب في الخلف، لقد فعل ذلك بالفعل”، هذا هو ملخص سباليتي لأول ثورة كبيرة في إدارته. 

وسلطت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية، الضوء على مسيرة تيون في بداياته، وقالت “بالتأكيد كوبمينرز في هذا المركز (مدافع) ليس جديدًا، لكننا بحاجة إلى إعادة مشاهدة بعض مبارياته الدولية أو العودة إلى أيامه الهولندية، عندما بدأ مع ألكمار، ولعب هناك 38 مباراة”.

ومع ذلك، يبقى ابتكارًا جديدًا وأول مرة في الدوري الإيطالي، لأنه لم يفكر أحد، من جاسبريني في أتالانتا مرورا بموتا ثم إلى تودور، في ضمه أو توظيفه كمدافع.

وبهذا الأداء، فقد يرسخ كوبمينرز مكانته بتشكيلة سباليتي في قادم المواعيد، وقد يظهر أساسيا مجددا في المباراة القادمة أمام سبورتنج لشبونة البرتغالي، بدوري أبطال أوروبا، حيث يتوقع سباليتي ثباتًا في الأداء من كوب، الذي قدّم أداءً قويًا في دوره الدفاعي الجديد ضد كريمونيزي. 

مستقبل غامض

أداء كوبمينرز هو إشارة واضحة وقوية، فهو يبدو كالراغب في إعادة إطلاق مسيرته وإطلاق “مستر 51 مليون” من جديد، للتأكيد على أن قيمة انتقاله هي لاشيء مقارنة بأداءه.

ولاشك أن الاستثمار الكبير ليوفنتوس في ضم كوبمينرز قد لعب دورا بارزا في التأثير على التقييمات ورفع التوقعات، ثمّ جاء الموسم الأول الضعيف ليكمل الباقي.

 وبداية هذا الموسم، مع غموض يكتنفه، أعادت الاعتبار لسوق الانتقالات في يناير، يُفتح سوق الانتقالات بعد 60 يومًا، ويأمل النادي أن يُثمر علاج سباليتي قريبًا عن النتائج المرجوة، أيضًا، لأن بيعه في مكان آخر في منتصف الموسم – عندما تبلغ قيمته حوالي 36 مليونًا – لن يكون سهلًا. 

حتى الآن، كانت مباراة واحدة كافية لتهدئة مخاوف الانفصال الشتوي المحتمل: فقد تجدد الأمل في عودة حقيقية ونهائية بعد هذا التغيير في دور سباليتي، الذي لطالما كان يُقدر كوبمينرز تقديرًا كبيرًا. 

قبل سنوات، كان سيجد له مكانًا في فريق نابولي بكل سرور، أما الآن فهو يريد أن يُصمّم له الدور المثالي في يوفنتوس، لينجح حيث فشل أسلافه.. وبهذه الطريقة، سيربح الجميع: المدرب واللاعب والنادي.

مقالات ذات صلة