أعلن فيورنتينا الإيطالي، اليوم الثلاثاء، رسميا إقالة مدربه ستيفانو بيولي من منصبه كمدير فني للفريق الأول، وتعيين دانييلي جالوبّا بصفة مؤقتة لقيادة الفريق خلال المرحلة المقبلة.
وقال النادي، في بيان رسمي: “يُعلن نادي فيورنتينا أن ستيفانو بيولي قد تم إعفاؤه من مهامه كمدرب للفريق الأول”، مضيفا: “يودّ النادي أن يشكر المدرب وطاقمه الفني على الاحترافية التي أظهروها خلال فترة عملهم مع فيورنتينا”.
وأوضح البيان أن جالوبّا، مدرب فريق الشباب تحت 20 عاما، سيتولى قيادة الفريق مؤقتا، اعتبارا من حصة التدريب المسائية اليوم.
وجاءت هذه الإقالة بعد سلسلة نتائج سلبية وضعَت فيورنتينا في المركز الـ20 بجدول ترتيب الدوري الإيطالي دون أي انتصار خلال أول 10 مباريات من الموسم.
وكان بيولي قد عاد إلى ملعب “أرتيميو فرانكي” خلال الصيف الماضي، موقّعاً عقداً يمتد لثلاث سنوات، لكن البداية الكارثية للفريق في الدوري جعلت موقفه على المحك، خاصة بعد الهزيمة على أرضه أمام ليتشي بهدف دون رد، وهو ما دفع إدارة النادي لاتخاذ قرار الإقالة بعد أن رفض المدرب تقديم استقالته.
ورغم الأداء المخيّب في الدوري المحلي، فإن الفريق قدّم نتائج مميزة في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، حيث فاز في أول مباراتين له بالمسابقة، إلا أن ذلك لم يشفع لبيولي أمام تدهور الوضع في “الكالتشيو”.
ومن المنتظر أن يقود جالوبّا الفريق في مباراة دوري المؤتمر الأوروبي المقبلة أمام ماينز، المقررة يوم الخميس المقبل.
وبحسب ما ذكره موقع “فوتبول إيطاليا”، فإن إدارة فيورنتينا أجرت بالفعل محادثات أولية مع باولو فانولي، إلا أن المرشح الأبرز لتولي المهمة بشكل دائم هو روبيرتو دافيرسا.
رحلة مدرب إيطالي جمع بين الهدوء والانضباط
يُعد ستيفانو بيولي واحدا من أبرز المدربين الإيطاليين في العقدين الأخيرين، إذ نجح في ترك بصمة واضحة في عدة أندية داخل إيطاليا، سواء من خلال أسلوبه التكتيكي المتوازن أو شخصيته الهادئة التي تجمع بين الحزم والهدوء.
ووُلد بيولي في مدينة بارما الإيطالية عام 1965، وبدأ مسيرته في عالم كرة القدم كلاعب قلب دفاع متميز قبل أن يتحول إلى التدريب بعد اعتزاله.
وبدأ بيولي مسيرته الاحترافية كلاعب في صفوف نادي بارما في أوائل الثمانينيات، لكنه سرعان ما جذب أنظار الأندية الكبرى لينتقل إلى يوفنتوس، حيث لعب بجانب أسماء لامعة مثل ميشيل بلاتيني وأنطونيو كابريني.
ومع أن فترته في تورينو لم تكن طويلة، إلا أنها منحته خبرة كبيرة في التعامل مع الضغط والمنافسة على أعلى المستويات.
لاحقا، ارتدى قمصان عدد من الأندية الأخرى مثل فيورنتينا وهيلاس فيرونا، قبل أن يعتزل اللعب في منتصف التسعينيات.
وبعد نهاية مسيرته كلاعب، اتجه بيولي إلى التدريب بسرعة، وبدأ مسيرته الفنية في فرق الشباب بنادي بولونيا، حيث أظهر قدراته في تطوير اللاعبين الشبان وتنظيم الخطط الدفاعية.
ومع مرور السنوات، بدأ في تولي مسؤولية تدريب فرق في الدرجات الأدنى من الدوري الإيطالي، مثل ساليرنيتانا وبياتشينزا، قبل أن يحصل على أول تجربة حقيقية له في دوري الدرجة الأولى مع نادي بارما عام 2006.
تنقّل بيولي بعد ذلك بين عدة أندية في الكالتشيو، من بينها كييفو، باليرمو، بولونيا، ولاتسيو، حيث حقق مع الأخير نتائج مميزة في موسم 2014-2015 وقاده لاحتلال المركز الثالث في الدوري الإيطالي، ما سمح له بخوض التصفيات المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.
وتميزت تلك الفترة بأسلوب لعب هجومي مرن يعتمد على السرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما جعل اسمه يتردد بين الأندية الكبرى.
وفي نهاية عام 2016، تولى بيولي تدريب إنتر ميلان، في تجربة لم تدم طويلاً لكنها أكسبته خبرة في إدارة النجوم والتعامل مع الضغوط الكبيرة في الأندية الجماهيرية.
وبعد ذلك، انتقل إلى فيورنتينا حيث حظي بمحبة خاصة من جماهير النادي بسبب شخصيته المتزنة وتعامله الإنساني الرائع، خاصة خلال الفترة العصيبة التي مر بها الفريق بعد وفاة قائده دافيدي أستوري عام 2018، حين لعب بيولي دورا محوريا في تهدئة الأجواء واحتواء اللاعبين.
لكن المرحلة الأبرز في مسيرته جاءت عندما تولى قيادة ميلان في أكتوبر/ تشرين الثاني 2019، حيث قاد ثورة حقيقية أعادت “الروسونيري” إلى الواجهة بعد سنوات من الغياب.
واستطاع بيولي أن يبني فريقا شابا ومتوازنا، يعتمد على اللعب الجماعي والضغط العالي، وقاد ميلان إلى التتويج بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022 بعد غياب استمر 11 عاما، ليحظى بتقدير واسع من جماهير وإدارة النادي.
ورغم فترات التراجع اللاحقة مع ميلان وفي تجربته السعودية مع النصر، ظل بيولي نموذجاً للمدرب الإيطالي المثابر الذي يعتمد على الانضباط والعمل الجماعي أكثر من الأسماء الكبيرة.
كما عُرف بيولي بقدرته على تطوير المواهب الشابة، مثل رافاييل لياو وثيو هرنانديز، وتحويلهم إلى عناصر أساسية في مشروع ميلان.
في عام 2025، عاد بيولي إلى فيورنتينا في محاولة لإعادة التوازن للفريق، غير أن النتائج السلبية في الدوري الإيطالي أطاحت به مبكرا من منصبه.
