النجم الأمريكي وضع شرطا واحدا للتمديد خلال مفاوضاته الهادئة مع الروسونيري
تتوقف محادثات تجديد عقد كريستيان بوليسيتش مع ميلان على شرط واحد وضعه الجناح الأمريكي، إذ يريد اللاعب ضمان مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
ووفقًا لشبكة “كالتشيو ميركاتو” الإيطالية، يحرص ميلان على الاحتفاظ ببوليسيتش وتقديم عقد جديد له يمتد بعد عام 2027، إلا أن المحادثات بين النادي واللاعب توقفت مؤقتًا.
ويشير دانييلي لونجو، خبير الميركاتو، إلى أن الطرفين يتعاملان مع الموضوع بهدوء ومن دون ضغوط كبيرة، نظرًا لأن عقد بوليسيتش الحالي يمتد حتى يونيو/حزيران 2027، ولأن النادي يمتلك خيار التمديد لموسم إضافي.
ولدى ميلان ثقة كاملة في قدرات بوليسيتش، ويسعى لمكافأته على مستوياته المميزة مع الفريق بزيادة راتبه من 4.4 إلى 5.5 مليون يورو في الموسم الواحد.
وكان النادي مستعدًا لتقديم عرض جديد لبوليسيتش قبل نهاية موسم 2024-25، لكن اللاعب شعر بخيبة أمل من نتائج الفريق، وأراد الانتظار لتعيين مدرب جديد قبل اتخاذ أي قرار بشأن مستقبله.
ورغم أن تعيين المدير الفني ماسيميليانو أليجري يلبي توقعات بوليسيتش من الناحية الفنية، إلا أن رغبته في المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل تجعل توقيع العقد الجديد غير ممكن حاليا.
ويبقى البقاء في سان سيرو أولوية للاعب، وحتى الآن، لا اللاعب ولا النادي في عجلة من أمرهما لتوقيع العقد الجديد، ما يجعل مستقبل تجديد العقد مرهونا بشرط المشاركة الأوروبية.
تصريحات بوليسيتش
وقال بوليسيتش، في مقابلة مؤخرا مع شبكة Cbs Sports: “نستهدف لقب الدوري بالتأكيد. لا أريد النظر إلى الجانب السلبي، كيف سيكون الأمر إذا لم نفز. كانت هناك مواسم لم أفز فيها بأي شيء، لكننا أنجزنا الكثير من الأمور الجميلة. لكن عندما تفوز بهذا اللقب، لا يوجد أفضل من ذلك، فهذا يعني أنك نلت خير مكافأة”.
وكان مدرب ميلان ماسيميليانو أليجري، قد صرح قبل مواجهة بارما (2-2) السبت الماضي، بأن “الطريق ما زال طويلًا، ويجب على الفريق تحقيق أهداف صغيرة مثل الفوز بالمباريات بشكل متتابع للوصول إلى الهدف الأكبر، وهو التواجد بين الأربعة الأوائل، وهذا لا يعني استبعاد أفضل نتيجة وهي الفوز بلقب الدوري”.
خلال فترة التوقف الحالية، لم ينضم بوليسيتش إلى منتخب بلاده، بعد أن تعرض للإصابة الشهر الماضي. وعلى الرغم من مشاركته لمدة 20 دقيقة أمام بارما، نجح ميلان في إبقائه مع الفريق للتحضير بأفضل شكل ممكن لمواجهة الديربي ضد إنتر يوم الأحد 23 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضح بوليسيتش: “أجرينا محادثات جيدة، ولا أعتقد أنه كان من الصواب أن أذهب للمنتخب وألعب هناك مباراتي الأولى. أريد فقط التأكد من أن لدي الوقت المناسب للعناية بنفسي والتحقق من أن أوتار الفخذ بحالة جيدة. لذلك أعتقد أن هذا كان القرار الأفضل للجميع في هذه اللحظة”.
انطلق بوليسيتش بقوة، مسجلًا 6 أهداف في 8 مباريات بين الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، مؤكّدًا: “ربما أنا في أفضل لحظة بدنية في مسيرتي، وإذا كانت هذه ذروتي، أريد الاستمتاع بها”.
مسيرة تصاعدية
يعد كريستيان بوليسيتش، واحدًا من أبرز لاعبي كرة القدم الأمريكية، إذ استطاع أن يحقق حضورًا مميزًا على المستوى الأوروبي والعالمي منذ بداياته.
وُلد بوليسيتش في 18 سبتمبر 1998 وظهر منذ صغره كموهبة متميزة بين أقرانه. تنقّل بوليسيتش بين عدة أندية ناشئة قبل أن يلفت الأنظار إلى قدراته الهجومية والسرعة والمهارة الفردية، التي جعلته محط اهتمام كبار الأندية الأوروبية.
بدأ بوليسيتش مسيرته الاحترافية في أوروبا مع أكاديمية بوروسيا دورتموند، التي تعد واحدة من أفضل الأكاديميات في تطوير المواهب الشابة. انضم إليها في عام 2015، وسرعان ما أثبت نفسه بين لاعبي الشباب بقدراته الهجومية المميزة، إضافة إلى ذكائه التكتيكي على أرض الملعب. وفي عام 2016، ظهر لأول مرة مع الفريق الأول لبوروسيا دورتموند في الدوري الألماني، ليصبح أصغر لاعب أمريكي يسجل في البوندسليجا.
خلال فترة وجوده مع دورتموند، أظهر بوليسيتش تطورًا سريعًا، حيث ساهم في صناعة الأهداف وتسجيلها بانتظام، مما جعله أحد اللاعبين الأساسيين في تشكيلة الفريق. قدرته على المراوغة والاختراق من الأطراف، بالإضافة إلى سرعته الكبيرة، جعلته من أكثر اللاعبين تهديدًا لخطوط الدفاع المنافسة في البوندسليجا، وساهم بشكل مباشر في تحقيق دورتموند لمراكز متقدمة في الدوري الألماني والمنافسات الأوروبية.
في صيف 2019، انتقل بوليسيتش إلى نادي تشيلسي الإنجليزي في صفقة قياسية، ليصبح واحدًا من أغلى لاعبي كرة القدم الأمريكيين في التاريخ. ومع تشيلسي، واصل بوليسيتش تقديم مستويات رائعة، حيث سجل أهدافًا حاسمة وشارك في صناعة العديد منها، وساهم في تتويج تشيلسي بدوري الأبطال موسم 2020-2021، بالإضافة إلى السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
انتقل بوليسيتش إلى ميلان في صيف 2023 مقابل 22 مليون يورو، ونجح معه في الفوز بلقب السوبر الإسباني في الموسم الماضي.
على المستوى الدولي، يُعتبر بوليسيتش أحد أعمدة المنتخب الأمريكي، حيث انضم إلى منتخب الشباب قبل أن يشارك مع الفريق الأول منذ عام 2016. لعب دورًا محوريًا في تصفيات كأس العالم والكأس الذهبية، حيث ساهم في تسجيل وصناعة أهداف حاسمة، وأصبح أحد أكثر اللاعبين موثوقية في المنتخب الأمريكي. سرعته ومهاراته الفردية جعلت منه لاعبًا قادرًا على تغيير مسار المباريات، وهو ما أكسبه لقب “كابتن أمريكا” بين جماهير بلاده.
تميزت مسيرة بوليسيتش أيضًا بإصراره على التطور المستمر رغم الإصابات، فقد تعرض للعديد من الإصابات العضلية وإصابات الركبة التي كادت تعرقل مسيرته، لكنه دائمًا كان يعود أقوى وأكثر خبرة. كما يُعرف بوليسيتش بتواضعه واحترافيته العالية داخل وخارج الملعب.
