خرج البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لفريق اتحاد جدة، بتصريحات مثيرة قبل مواجهة الرياض، المقرر إقامتها، مساء السبت المقبل، في إطار مباريات الجولة التاسعة من الدوري السعودي للمحترفين.
الاتحاد يحتل حاليًا المركز الثامن في جدول ترتيب دوري روشن، برصيد 11 نقطة، وذلك بعد مرور 8 جولات من المسابقة.
منظومة كاملة
أكد كونسيساو، خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة، أن كريم بنزيما يمثل إضافة حقيقية للنادي، وللكرة السعودية على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرًا إلى أن اللاعب يقدم أفضل أداء له عندما يكون في يومه، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على قوة الفريق ومردوده داخل الملعب.
وأضاف كونسيساو أن حالة بنزيما البدنية جيدة تمامًا، وأن توصية الطبيب بمنحه بعض الراحة لم تؤثر على جاهزيته، فهو مستعد للمشاركة فور الحاجة.
وأكمل قائلاً: “بنزيما منظومة كاملة، ويمكن الاعتماد عليه بشكل كبير في بناء اللعب وتسهيل الوصول للمرمى، فهو لاعب رائع”.
الرد على الانتقادات
وتطرق كونسيساو للحديث عن المرحلة المقبلة، موضحًا أن الثلاث مواجهات القادمة سيتم التعامل معها بكل حذر وتركيز، حيث اعتبر مواجهة فريق الرياض تحديًا خاصًا، خاصة بعد تغيير مدربه، مشددًا على أهمية قراءة المباراة أثناء اللعب واتخاذ القرارات التكتيكية في الوقت المناسب.
وتابع: “الضغط الجماهيري دائمًا موجود، وهو أمر مشروع، وعلينا تقديم الإجابة المناسبة، والتي تبدأ بالانتصار لتخفيف التوتر قبل التوجه للمعسكر الإعدادي في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وفي ما يخص اختيار اللاعبين الأجانب للمباريات، شدد كونسيساو على أنه لا يوجد أي إحراج في هذا الأمر، فالتقييم دائمًا قائم على الأداء في التدريبات.
وأوضح أنه يتفق مع المدرب جورجي جيسوس في أن وجود اللاعبين الأجانب يسهم في رفع مستوى اللاعبين السعوديين، مؤكداً أن الأفضل هو من سيشارك في الملعب، وهو ما يحفز الجميع لتقديم أفضل ما لديهم.
أما عن الأهداف التي استقبلها الفريق، فقال المدرب البرتغالي إن مسؤولية كل هدف تقع على الفريق بأكمله، وليس على الدفاع فقط، مشيرًا إلى أن كل هدف له قصة، وأن الفريق يجب أن يعمل على معالجة جميع الجوانب وليس التركيز على خط الدفاع وحده.
وأكد كونسيساو أن تقييم الأداء يجب أن يكون شاملاً ويعكس مستوى جميع اللاعبين، لأن كرة القدم تبقى لعبة جماعية قبل كل شيء.
وأتم المدرب حديثه بتوجيه رسالة للجماهير: “كنت أتمنى أن أستطيع التحدث بالعربية مباشرة لتصل رسالتي بوضوح، لكن ما تم تداوله خلال الفترة الماضية عبر وسائل الإعلام بشأن الانتقالات وما إلى ذلك لا يمت للحقيقة بصلة، سواءً بقيت مع الفريق شهرًا أو أكثر، أو حتى سنوات، لن تشاهدوا مني سوى الصراحة، ولم يكن هناك أي تواصل بيني وبين الإدارة بشأن تغيير اللاعبين، فأنا لا أعرف الخداع”.
تحديات صعبة
يخوض سيرجيو كونسيساو، موسمه الأول مع اتحاد جدة وهو يعرف تمامًا أنه لم يأتِ إلى نادٍ عادي، بل إلى فريق يملك تاريخًا ضخمًا، وجماهير تنتظر الكثير، وإدارة تريد رؤية الاتحاد يعود لمنصات التتويج سريعًا، ولهذا وجد نفسه منذ اليوم الأول أمام ثلاثة تحديات ثقيلة ترسم ملامح موسمه، الدوري، كأس الملك، ودوري أبطال آسيا للنخبة.
ومنذ بداية المشوار، أدرك كونسيساو أن طريق الدوري ليس مفروشًا بالورود، فالمنافسة هنا شرسة، والفرق الكبيرة تستثمر بقوة، وكل نقطة قد تصنع الفارق في النهاية.
الاتحاد عاش موسمًا صعبًا سابقًا، والضغوط الجماهيرية تطالب بعودة الفريق إلى الواجهة، لذلك يتعيّن على المدرب، أن يعالج الكثير من التفاصيل الصغيرة: تماسك الدفاع، قدرة الهجوم على الحسم، واستقرار الأداء طوال الموسم.
وكل هذه الأمور، تحتاج إلى الصبر، لكن لا وقت طويل في ناد كبير بحجم الاتحاد.
ثم تأتي بطولة كأس الملك، البطولة التي لا تمنح أي فرصة للتعويض، مباراة واحدة قد تقصي الفريق وتمحو مجهود شهور كاملة.
كونسيساو يعرف ذلك جيدًا، ويعرف أن الاتحاد يملك علاقة خاصة بهذه البطولة، ولهذا يتعامل معها بذهنيّة مختلفة، يحسب لكل خطوة حسابًا، ويجهّز اللاعبين للمباريات التي تحتاج شجاعة وتركيزًا مضاعفًا.
فالفوز بكأس الملك قد يكون نقطة التحول التي تمنحه دفعة كبيرة مع الجماهير والإدارة.
أما المعترك القاري، دوري أبطال آسيا للنخبة، فهو حكاية مختلفة تمامًا، البطولة التي يعشقها الاتحاد، والتي يريد جمهوره رؤية الفريق فيها في أعلى المراتب من جديد.
وهنا يدرك المدرب أن اللعب ليس فقط في الملعب؛ بل أيضاً في السفر، والضغط، والخصوم الذين تختلف أساليبهم ومدارسهم.
ويحتاج الاتحاد إلى شخصية قوية، وإلى فريق يعرف كيف ينافس تحت الضغط، وكيف يعود في اللحظات الصعبة، وهنا بالتحديد تُختبر رغبة الفريق وقدرة المدرب.
وبين هذه البطولات الثلاث، يقف كونسيساو أمام واحدة من أصعب نسخ الموسم في مسيرته التدريبية، بين إصابات قد تظهر، وجدول مزدحم يحتاج إدارة ذكية، وجماهير لا ترضى إلا بالذهب، يجد المدرب نفسه مطالبًا ببناء فريق لا يكتفي بالمنافسة، بل يعود ليفرض هيبة الاتحاد كما كانت.
إنها رحلة معقدة، مليئة بالتفاصيل، لكنها أيضًا فرصة كبيرة للمدرب البرتغالي لكتابة فصل جديد في تاريخ النادي، فصل عنوانه، عودة الاتحاد إلى القمة.
