مصراوي يحاور مدرب أنجولا السابق عن أمم إفريقيا 2026

مصراوي يحاور مدرب أنجولا السابق عن أمم إفريقيا 2026

حوار – نهى خورشيد

حمل بيوتي بيانكي المدرب البرازيلي من أصول إسبانية، شغفاً كبيراً بكرة القدم عبر قارات متعددة ليجد نفسه بعد انتهاء مشواره كلاعب في قلب القارة الإفريقية.

وبدأ مسيرته التدريبية في أندية صغيرة بإسبانيا، ثم خاض تجارب مهنية في إندونيسيا والأردن، ليصل أخيراً إلى أفريقيا إذ ترك بصمة واضحة من بترو دي لواندا إلى إنتركلوب، مروراً بالمنتخب الأنجولي وصولا إلى نادي فايفرز الأوغندي.

وأجرى مصراوي حواراً مع بيانكي ليكشف رأيه في المجموعة الثانية التى تضم مصر وأنجولا باعتباره مدرباً سابقا للمنتخب، بجانب حديثه عن أزمة صلاح وكواليس رحلته التدريبية.

وفيما يلي أسئلة الحوار:

كيف ترى تطور كرة القدم الإفريقية مقارنة بالعالم؟

أعتقد أن كرة القدم بشكل عام تتطور بشكل كبير، بدءاً من الأسس “تكوين اللاعبين الشباب”، وفي إفريقيا لا يختلف الوضع، هناك تطورا كبيرا على مستوى الأندية والمنتخبات.

كأس الأمم الإفريقية يرتفع مستواه مع كل نسخة من البطولة.

ما تقييمك للمجموعة الثانية التي تضم مصر وأنجولا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي؟

بالنظر إلى أن أي منتخب يتأهل لكأس الأمم الإفريقية، فهذا يدل على أنه بذل جهوداً واستحق ذلك ولديه قدر معين من الإمكانات في رأيي، هناك منتخبان مرشحان بقوة، وهما مصر وأنجولا. لكن جنوب إفريقيا وزيمبابوي لديهما أيضاً الإمكانية للمنافسة على بطاقة التأهل، رغم أنني أرى أنهما أقل قليلاً من المنتخبين الأولين.

ما رأيك في قدرات منتخب أنجولا على المنافسة؟

أعتقد أن لدى أنجولا الإمكانية لذلك، فهناك لاعبين ذوي خبرة ويمتلكون مهارات فنية وتكتيكية جيدة.

من الواضح أن المهمة لن تكون سهلة، لكن المدرب لديه لاعبين بمستوى يمكنهم تحقيق ذلك.

كيف ترى منتخب مصر ومستواه الحالي؟

مصر دائماً كانت مرجعاً في كرة القدم الإفريقية، لديها منتخب مليء باللاعبين ذوي الخبرة الذين يلعبون في أندية مهمة داخل البلاد وحتى في دوريات قوية أخرى، لديهم أيضاً مدرب ذو خبرة ولديهم كل المقومات لتحقيق أهدافهم.

لا يمكن التنبؤ دائماً بما سيحدث، لكن حسام حسن لديه خبرة كافية لتدريب منتخب قوي مثل مصر، ويعرف جيداً أجواء الملعب والجماهير كونه لاعب سابق بصفوف الفراعنة، وهذا أمر مهم جداً.

ما نقاط القوة والضعف لدى منتخب مصر؟

من وجهة نظري، نقطة القوة تكمن في أن أغلب اللاعبين يلعبون في أندية كبيرة داخل إفريقيا في مصر، وهم معتادون على المنافسة الإفريقية وعاداتها وخصوصياتها، وأيضاً بوجود أحد أفضل اللاعبين الأفارقة، محمد صلاح.

أما نقاط الضعف فلا أستطيع تحديدها بدقة دون دراسة أعمق للمنتخب أو التواجد بالقرب منهم لمعرفة التفاصيل.

كيف ترى أزمة محمد صلاح الأخيرة؟

هذه مواقف خاصة يعرف أسبابها فقط اللاعبون أنفسهم، عادةً ما توجد الكثير من التكهنات، وليس دائماً ما يكشف عن الحقيقة كاملة! لكنني واثق أن صلاح سيعرف كيف يدير هذه المواقف بخبرته في كرة القدم، ولن يؤثر ذلك على أدائه مع المنتخب.

كيف يجب التعامل مع اللاعبين الكبار في مثل هذه المواقف؟

عادةً ما يكون هذا الوقت مهماً، الاقتراب من اللاعب ومحاولة مساعدته قدر الإمكان ونقل الدعم له ليشعر بالاطمئنان، ولكن كما ذكرت، اللاعبون بمستوى صلاح لديهم خبرة كافية لإدارة هذه المواقف.

كيف كانت تجربتك الأولى مع منتخب أنجولا؟

كانت مرحلة جميلة وصعبة في نفس الوقت، جميلة لأنها كانت تجربتي الأولى مع منتخب، وصعبة لأن المنتخب لم يتأهل لفترة طويلة إلى المرحلة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، وكان هذا الهدف المحدد.

وكان الهدف أيضاً المشاركة في كأس الأمم مع لاعبين أغلبهم من الدوري المحلي بعمل جاد، تمكنا من التأهل للمرحلة النهائية، وأعطيت الفرصة للعديد من اللاعبين الشباب للظهور في البطولة.

كان لدينا فقط 3 إلى 4 لاعبين يلعبون خارج أنجولا، لقد كان أمراً مجزياً للغاية الدفاع عن أنجولا في البطولات الإفريقية.

ما نقاط القوة في المنتخب الأنجولي؟

أعتقد أن نقاط القوة تكمن في تطور اللاعبين الأنجوليين على المستوى التكتيكي98% منهم يلعبون خارج أنجولا ولديهم مفاهيم تكتيكية متطورة، خاصة أولئك في أوروبا.

هذا ساعد على رفع مستوى المنتخب بشكل كبير في السنوات الأخيرة لكن لا يزال هناك حاجة للوقت، وللتزام اللاعبين مع المنتخب بنسبة 100%.

كيف ترى تطور كرة القدم الأنجولية بشكل عام؟

لاحظت تطوراً هائلاً في كرة القدم الأنجولية، الدوري المحلي أصبح أكثر تنافسية مع كل سنة، التدريب والتكوين في البلاد أصبح أكثر تقدماً، والشباب أصبحوا أكثر استعداداً لكن للأسف، لا تزال البنية التحتية للتدريب غير كافية للارتقاء بالعمل.

ما نصيحتك للجماهير قبل أمم أفريقيا المقبلة؟

أنصح الجماهير بالتمتع بمشاهدة منتخباتهم، لكن بطريقة معتدلة ومهذبة، لأن أحياناً تتجاوز الشغف حدودها.

من تتوقع أن يكون الحصان الأسود في البطولة؟ ومن المرشحين للقب؟

من المتوقع أن يكون “الحصان الأسود” في البطولة؟ أقول أوغندا، أما المرشحين للقب أراهم المغرب ومصر.

ما الفارق بين اللاعب الأوروبي والأفريقي؟

حسناً، هناك فرق كبير من عدة نواح، فهي ثقافات مختلفة بالطبع، وهذا يؤثر كثيراً على اللاعبين.

باختصار، عقلية اللاعب الأوروبي تختلف كثيراً عن اللاعب الإفريقي.

اللاعب الأوروبي أكثر تركيزاً على العمل، أكثر مسؤولية واحترافية أما اللاعب الإفريقي فغالباً لا يولي هذه الأمور اهتماماً كافياً، حتى أثناء العمل وأحياناً في المباريات تكتيكياً، اللاعب الأوروبي أكثر استعداداً بسبب التدريب الذي تلقاه في أكاديمياته، بينما اللاعب الإفريقي حتى لو كان محترفاً، لا يزال يواجه صعوبة في الفهم التكتيكي.

الاختلاف الآخر الكبير هو في العقلية التنافسية، فالأوروبي أكثر تركيزاً، فرق آخر مهم يتعلق بالانضباط خارج الملعب، فالأوروبي يدرك أهمية العناية بنفسه لمستقبله كلاعب، بينما اللاعب الإفريقي قد لا يفهم ذلك جيداً.

وأخيراً الموارد والتجهيزات للتدريب والعمل عادةً ما تكون أفضل تنظيماً في أوروبا، مما يسهل كثيراً على المدرب، أما في إفريقيا، كثيراً ما يضطر المدرب للاعتماد على الحلول المؤقتة لمواجهة المشكلات.

في سياق آخر، كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟

كرة القدم كانت دائماً في عروقي، بدأت صغيراً في الرياضة، لكن في التنس، ومع ذلك كان الصوت الداخلي لكرة القدم أقوى واضطررت لترك التنس والتفرغ لكرة القدم.

منذ صغري كنت ضمن أكاديمية نادي محترف في البرازيل، Guaraní FC.

عائلتي كانت تفضل التنس، لكنها دعمت قراري بتكريس حياتي لكرة القدم، قبل إنهاء مسيرتي كلاعب، بدأت التحضير لأصبح مدرباً وبدأت دراسة الدورات الأوروبية للتدريب، وعندما حصلت على UEFA PRO بعد عام، توقفت عن اللعب وبدأت التدريب.

كلاعب، كنت أحب المفاهيم التكتيكية وأرشد زملائي وفقاً لرؤية المدرب، وهكذا أدركت أن لدي موهبة للتدريب.

ماذا استفدت من اللعب في أوروبا؟

اللعب في أوروبا علمني الكثير من المفاهيم التكتيكية التي لم أكتسبها أثناء التدريب في البرازيل، أعتقد أن هذا ساعدني كثيراً كمدرب الآن، في كل نادٍ مررت به، تركت لي ذكريات وعبر، سواء إيجابية أو سلبية، كرة القدم دائماً تمنحك مواقف وذكريات مهمة.

ما هي هويتك التدريبية؟

في هويتي كمدرب، المدرسة الإسبانية لكرة القدم تشكل الأساس، من حيث المنهجية، وأضفت لمسة من الأسلوب البرازيلي المبدع، بالنسبة للمدربين أحاول أخذ ما يعجبني من كل مدرب وإضافته إلى أفكاري، لكن هويتي كمدرب خاصة بي، ولا أحاول تقليد أحد.

ما أهمية التنوع في الخبرات التدريبية؟

هذا التنوع في الخبرة والثقافات الكروية فرصة ممتنة، لأنها نادرة بين المدربين، هذا ساعدني على النمو والتطور كمدرب، والحصول على معرفة شاملة لكرة القدم العالمية. في كل بلد، هناك متطلبات وضغوط، وكمدرب أجنبي تكون المسؤولية أكبر لتقديم شيء إضافي.

ما أهم محطاتك كلاعب ومدرب؟

كان نادي إسباني، إذ كنت لاعباً فيه، وعندما تركت اللعب، شاركت في مشروع النادي لمدة 3 سنوات وحققنا عدة إنجازات، كان النادي الأهم في حياتي المهنية كلاعب ومدرب.

كيف تقضي حياتك الشخصية؟

حياتي الخاصة هادئة جداً، أكرس 100% لعائلتي، وأكون أكثر هدوءاً خارج الملعب مقارنة بالمدرج، أحب السفر للتعرف على ثقافات جديدة، تناول الطعام الجيد، الصيد، ومتابعة مباريات الدوريات المختلفة على التلفزيون.

مقالات ذات صلة