يتجه نادي ريال مدريد نحو إطلاق مبكر لموسمه الجديد في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي تمهيدًا للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، وقد تقرر أن تنطلق التحضيرات الرسمية في السادس والعشرين من مايو، وسط توقعات بوصول المدرب تشابي ألونسو لتولي قيادة الفريق، مع وجود خطة لضم ثلاثة لاعبين جدد على الأقل، مع إمكانية فتح الباب أمام مغادرة بعض العناصر من التشكيلة الأساسية الحالية.
يُعد مستقبل المهاجم البرازيلي رودريغو غوس من أبرز القضايا التي تشغل إدارة النادي في الوقت الحالي، حيث تسعى لحسم موقفه بشكل نهائي قبل انطلاق المشروع الجديد، ويواجه اللاعب ضرورة إقناع المدرب القادم بقدرته على الاندماج في خططه الفنية، بينما يُطلب منه أيضًا أن يحدد موقفه الشخصي من الاستمرار، في ظل مؤشرات على وجود تردد داخلي لديه.
الإدارة بدورها وضعت معايير صارمة تتعلق بالانتماء والرغبة، إذ تعتبر أن أي لاعب يشعر بالريبة أو الشك في استمراره مع الفريق، لا مكان له في المرحلة المقبلة، وينطبق هذا المبدأ على جميع أفراد الفريق، ما يعكس التوجه الحازم الذي تتبناه الإدارة حاليًا لإرساء الانضباط والوضوح داخل المجموعة.
غياب رودريغو عن آخر مباراتين للفريق لا يرتبط فقط بالخيارات الفنية، بل تشير الدلائل إلى وجود خلفيات أعمق تتعلق بمستقبله، وإذا استشعر اللاعب أن دوره لن يتطور أو أنه لن يحظى بثقة المدرب الجديد، فإن النادي سيتحرك بسرعة لتفادي تفاقم الموقف وتحويله إلى أزمة داخلية قد تؤثر على التجانس المطلوب في الموسم الجديد.
على مستوى الجهاز الفني، من المنتظر أن يتولى تشابي ألونسو مهامه رسميًا فور نهاية منافسات الدوري الألماني، حيث يتولى حاليًا تدريب باير ليفركوزن، ولن يتم الإعلان عن تعيينه قبل يوم الاثنين المقبل، ليبدأ بذلك مرحلة جديدة في مشروع ريال مدريد الطموح.
تشابي ألونسو بدوره قدم للإدارة قائمة تضم أبرز المراكز التي يرى ضرورة تدعيمها، حيث يأتي مركز الظهير الأيمن على رأس الأولويات، ويُعد ترينت ألكسندر-أرنولد لاعب ليفربول هدفًا رئيسيًا، كما تشمل القائمة مركز قلب الدفاع، والظهير الأيسر، وهي خطوط لم يتم دعمها بالشكل المطلوب في بداية الموسم الحالي.
يتابع النادي عن كثب عدة خيارات لتعزيز الدفاع، من بينهم ديان هويسن، بالإضافة إلى إبراهيما كوناتي الذي لم يتوصل لاتفاق لتجديد عقده مع ليفربول، كما يُعد بييرو هينكابي خيارًا مطروحًا بفضل خبرته السابقة تحت قيادة ألونسو في ليفركوزن، إلى جانب بعض الأسماء الأخرى التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
في المقابل، يعمل النادي أيضًا على دراسة إمكانية استعادة بعض لاعبيه المعارين لسد الثغرات الدفاعية، ومن أبرز المرشحين ماريو خيلا لاعب لاتسيو الذي يُعد من الركائز الأساسية في فريقه، بالإضافة إلى رافا مارين المعار إلى نابولي رغم قلة مشاركاته، كما يتواجد أليكس خيمينيز الذي يلعب بشكل أساسي مع ميلان ويتميز بقدرته على شغل الجانبين الدفاعيين، وجميعهم يمتلك ريال مدريد خيار إعادتهم.
وتكمن التحديات الأساسية في ضيق الوقت، حيث تفتح نافذة الانتقالات الصيفية في الأول من يونيو وتغلق بعد عشرة أيام فقط، وهو ما يتطلب سرعة في التفاوض والحسم، خاصة أن النادي يسعى لتجهيز فريقه الكامل قبل الانطلاق الرسمي نحو كأس العالم للأندية، وهو التحدي الأكبر الذي يضعه النادي في مقدمة أولوياته للموسم المقبل.
