قصة.. “جورج وايا” فقير يتمرد على الذهب

تبقى كرة القدم عامرة بالقصص والروايات المثيرة خارج حدود أرض الملعب، والتي ترسم ملامح شخصية النجوم الذين بدأوا مشوارهم من نقطة الصفر حتى قمة المجد، تاركين إرثا أسطوريا تتناقله الأجيال المختلفة لسنوات وعقود، وربما لقرون أيضا بفضل التطور التكنولوجي الهائل في العصر الحديث.
ويتناول في سلسلة تقارير، قصصا عن حياة نجوم كرة القدم، ومواقف أثرت كثيرا في شخصيتهم.
وبطل هذه الحلقة، هو أسطورة القارة الأفريقية، جورج وايا، نجم وقائد منتخب ليبيريا السابق، الذي ولد في العاصمة منروفيا في الأول من أكتوبر/ تشرين أول 1966، وسط عائلة فقيرة للغاية، حيث فقد والده في سن مبكر، وتركت أمه الأسرة من شدة الفقر لتتولى “الجدة” رعايته ونشأته.
مثل نجوم كثيرين في القارة السمراء، رمى “الطفل وايا” هموم الفقر في بحر حبه حبه لكرة القدم، حيث تنقل من اللعب في الشوارع إلى أندية مغمورة في ليبيريا، ومنها إلى تونير ياوندي الكاميروني في موسم 1987-1988.
وانطلق الشاب الليبيري إلى قارة أوروبا في عام 1988، ليبدأ مشوارا طويلا امتد 13 عاما، تنقل خلالها بين أندية موناكو وباريس سان جيرمان في فرنسا ثم ميلان ثم تشيلسي ومانشستر سيتي في إنجلترا، قبل أن يعود مجددا إلى فرنسا بقميص أولمبيك مارسيليا، بينما أنهى مشواره بنادي الجزيرة الإماراتي.
صعد وايا إلى منصات التتويج بالألقاب مع كل الأندية التي لعب لها باستثناء مارسيليا ومانشستر سيتي، لكنه حقق إنجازا تاريخيا يبقى صامدا على مدار 30 عاما، كونه الأفريقي الوحيد الذي حقق جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، عام 1995.
ولكن جورج وايا، المولود في بيئة فقيرة، كانت له مواقف صامدة، جعلته أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، بل رمز وطني في بلاده، اتجه للعمل السياسي، وتدرج في مناصب عديدة حتى وصل إلى رئاسة الجمهورية لمدة ست سنوات خلال الفترة من 2018 إلى 2024.
ومن أبرز هذه المواقف، تمرد جورج وايا على إنجازه التاريخي، قائلا إنه تألم كثيرا عند فوزه بالجائزة المرموقة، وعانى من العنصرية، موضحا أنه انزعج من عنوان إحدى الصحف التي كتبت “الأسود يفوز بالذهب”.
وواصل جورج وايا في أحاديثه الهجوم على القارة الأوروبية، قائلا إنهم يتعاملون بعنصرية شديدة مع اللاعبين من أصحاب البشرة السمراء، ووصل الأمر إلى حرمان لاعبين آخرين من الفوز بالكرة الذهبية بسبب أصولهم الأفريقية.
وضرب أسطورة ليبيريا المثل بكل من الكاميروني صامويل إيتو، نجم برشلونة وتشيلسي وإنتر السابق، قائلا إنه كان يستحق الفوز بالجائزة عندما قاد فريقه الكتالوني للفوز بالثلاثية في عام 2009.
وأشار جورج وايا أيضا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الإيفواري ديدييه دروجبا الذي حُرم من الفوز بالجائزة الذهبية عندما قاد فريقه تشيلسي للفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه عام 2012 عندما سجل هدف التعادل أمام بايرن ميونخ في المباراة النهائية، بل وسجل ركلة الترجيح الحاسمة أيضا.