Aymeric Laporte

يأمل باريس سان جرمان حامل اللقب ألا تؤثر عليه فترة الراحة الصيفية القصيرة جدا مع انطلاق الدوري الفرنسي، غدا الجمعة، في مستهل موسم حاز فيه أبطال أوروبا الجدد على القدر الأكبر من الاهتمام.

هذه المرة الثانية فقط التي يضم فيها “ليج 1” فريقا مُتوّجا بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد فوز سان جرمان على إنتر 5-0 في أيار/مايو الماضي، وهو أول تتويج فرنسي منذ مارسيليا في 1993.

وأضاف فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي لقب الكأس السوبر الأوروبية إلى خزائنه، أمس الأربعاء، بعدما قلب تأخره أمام توتنهام بهدفين إلى تعادل، قبل حسم الأمور إثر الاحتكام إلى ركلات الترجيح.

وما زاد من روعة هذا النجاح هو خوض الفريق الباريسي أسبوعا واحدا فقط من التدريبات التحضيرية للموسم الجديد، ومن دون لعب أي مباراة ودية.

وكان ذلك بعد بلوغه نهائي مونديال الأندية في الولايات المتحدة حيث خسر 0-3 أمام تشلسي في 13 تموز/يوليو، مسدلا بذلك الستار على موسم ماراثوني من 65 مباراة.

ولم تنقص هذه الخسارة من بريق إنجازه بالتتويج بدوري الأبطال، لكن تلك الجهود الكبيرة المبذولة للخروج بموسم ناجح، قد تؤثر على لاعبي إنريكي في مراحل لاحقة هذا الموسم.

وقال إنريكي: “ما حققناه الموسم الماضي كان هدفا لجميع مشجعي باريس سان جرمان، للنادي بأكمله ولكل من دافع عن ألوانه”.

وأضاف: “نريد حاليا مواصلة كتابة التاريخ، وهذا يعني التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الثانية تواليا، لذا فهذا هو هدفنا. هذا هو الحلم”.

بمعنى آخر، فإن مواصلة تحقيق النجاح قاريا هو الأولوية على حساب التتويج بلقب الدوري المحلي للمرة الثانية عشرة في 14 عاما.

ومع ذلك، يظل باريس سان جرمان المرشح الأوفر حظا لتحقيق ذلك، بعدما دعّم صفوفه بالتعاقد مع حارس المرمى لوكاس شوفالييه قادما من ليل للحلول بدلا من الإيطالي جانلويجي دوناروما، بالإضافة إلى قلب الدفاع إيليا زابارني من بورنموث.

ليون يعود من حافة السقوط

تعاني كرة القدم الفرنسية من أزمة خانقة بسبب صعوبة إيجاد شريك بث محلي مستعد لتقديم المبالغ المالية اللازمة لمساعدة الفرق الأخرى، إلى جانب باريس سان جرمان، على منافسة نظيراتها الأوروبية.

وفي نهاية الموسم الماضي، ألغت رابطة الدوري الفرنسي صفقة مخفضة السعر مع شبكة “دازون” للبث التدفقي.

وبدلا من ذلك، أطلقت الرابطة منصتها الخاصة، وهي خطوة جريئة قد تنجح على المدى الطويل، لكنها تعني في الوقت الحالي أن الأندية لا تملك دخلا مضمونا من حقوق البث.

وكادت مشكلات ليون بطل الدوري 7 مرات، أن تؤدي إلى هبوطه، وقد أُعلن هابطا إلى الدرجة الثانية من طرف هيئة الرقابة المالية في كرة القدم الفرنسية، قبل نجاحه بإبطال العقوبة بعد قبول استئنافه.

ومع ذلك، أُبلغ أنه سيتوجّب عليه خفض فاتورة رواتبه والميزانية الخاصة بالانتقالات لهذا الموسم، وما يزال المستقبل غامضا، فقد رحل لاعبون أساسيون مثل ريان شرقي، ألكسندر لاكازيت وحارس المرمى لوكاس بيري.

وأنهى مارسيليا وموناكو الدوري الموسم الماضي في المراكز الثلاثة الأولى، ولديهما بالتأكيد أفضل فرصة لمنافسة باريس سان جرمان هذه المرة.

وحصل نادي الإمارة على خدمات بوجبا بعقد لمدة عامين، مانحا بطل كأس العالم 2018 فرصة لإحياء مسيرته التي توقفت بسبب الإصابات وعقوبة الإيقاف 18 شهرا بسبب المنشطات.

عودة دربي العاصمة

يبلغ بوجبا الآن 32 عاما، ولم يلعب إلا نادرا منذ 3 أعوام، لكن موناكو يأمل أن ينجح بمساعدته على المنافسة بقوة على صدارة الترتيب.

وقال تياجو سكورو المدير العام لنادي الإمارة: “الخطوة التالية بالنسبة إلينا هي بناء فريق أكثر قوة ذهنيا، ويؤمن حقا بقدرته على الذهاب بعيدا في دوري أبطال أوروبا ومنافسة باريس سان جرمان”.

ولم يسبق لبوجبا اللعب أبدا في الدوري المحلي سابقا، إذ إنه انتقل من لوهافر إلى مانشستر يونايتد عندما كان مراهقا.

وفي المقابل، عاد زميله الفائز بكأس العالم 2018 أوليفييه جيرو إلى “ليج 1” في سن الثامنة والثلاثين للانضمام إلى ليل.

ويترقب النقاد ما إذا كان باريس أف سي سيظهر بقوة بعد صعوده إلى مصاف أندية النخبة.

ويملك النادي طموحات كبيرة بعد استحواذ عائلة أرنو، إحدى أغنى العائلات في العالم، عليه في العام الماضي.

وهذه المرة الأولى منذ عام 1990 التي يشارك فيها فريقان من باريس في الدرجة الأولى، وسيزيد من حدة المنافسة بينهما أن باريس أف سي سيخوض مبارياته على أرضه على ملعب جان-بوان وهو على مرمى حجر من ملعب بارك دي برانس الخاص بباريس سان جرمان.

واستثمر النادي الباريسي الصاعد حديثا مبالغ كبيرة بالفعل في سوق الانتقالات، لكن سيتعيّن عليه على الأرجح الانتظار قبل منافسة جاره بشكل جدي.

وقال رئيس النادي بيار فيراتشي: “يتطلع الجميع بحماس إلى مباريات الدربي، لكننا نعلم جيدا أن الفجوة بيننا هائلة. إنهم في كوكب آخر”.