"والده دخل السجن في جريمة قتل".. كيف تحاولت حياة جواو بيدرو إلى نجم بر

وراء صفقة انتقال النجم البرازيلي جواو بيدرو الضخمة إلى صفوف تشيلسي مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، قصة مليئة بالمآسي والمعاناة والكفاح.

وُلد بيدرو في مدينة ريبيراو بريتو البرازيلية، لكن حياته تغيرت مبكراً حين دخل والده، لاعب وسط بوتافوجو السابق المعروف باسم “تشيكاو” السجن لمدة 18 عاماً بتهمة التواطؤ في جريمة قتل، لتصبح والدته فلافيا وحيدة وتتولي تربيته ومساندته في تحقيق حلمه الكروي.

وقال إدواردو أوليفيرا، مدرب بيدرو مع فريق تحت 17 عاماً في فلومينينسي في تصريحات سابقة:”الناس يرون فقط قمة جبل الجليد، ولا يعلمون ما الذي تحمله بيدرو من عرق ودموع للوصول إلى تشيلسي والمنتخب البرازيلي”.

وأضاف:”أحياناً كانت والدته لا تأكل لتوفر الطعام لابنها، وهذا هو أصدق تعبير عن الحب الأبدي للأم”.

بعد خروج والده من السجن عام 2010 حاول استئناف مسيرته الكروية لكن دون نجاح، بينما كان جواو، ذو الثمانية أعوام، يبدأ في لفت الأنظار مع بوتافوجو.

وفي سن العاشرة، اكتشفه كشافو فلومينينسي، لكنه اضطر للانتقال إلى ريو دي جانيرو بعيداً عن مسقط رأسه، ما تسبب في متاعب مالية لوالدته، ومع ذلك، ساعد النادي الأسرة، وبدأ بيدرو في شق طريقه.

لكن في عمر الثالثة عشرة تراجعت أسهمه بسبب طفرة نموه جعلته طويلاً وهزيلاً، وحين تولى أوليفيرا تدريبه في سن السادسة عشرة، غيّر مركزه من صانع ألعاب إلى مهاجم صريح: “كان يمتص التعليمات مثل الإسفنجة ذكي، ملتزم، وكاره للخسار”.

حين أتيحت له الفرصة مع فريق الشباب، أثبت بيدرو أنه مهاجم بالفطرة، وسرعان ما صعد للفريق الأول وجذب اهتمام أندية كبرى مثل ليفربول ومانشستر سيتي، لكن واتفورد سبقه بفضل علاقاته مع فلومينينسي، فانضم لهم في يناير 2020.

مع والدته وزوجها الجديد وأسرته بجواره في إنجلترا، التزم الشاب بتعلم اللغة والثقافة الكروية، ورغم اندفاعه الزائد في بعض المواقف، كما روى القائد السابق تروي ديني، إلا أنه أثبت قوته الذهنية.

ساهم بيدرو في عودة واتفورد إلى الدوري الممتاز، وسجل أول أهدافه في البريميرليج أمام مانشستر يونايتد في نوفمبر 2021، وأهداه إلى زوج والدته الراحل.

تألق مع واتفورد ثم مع برايتون الذي ضمه مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، إذ سجل 30 هدفاً وقدم 10 تمريرات حاسمة في 70 مباراة.

رغم رغبة برايتون في بقائه، جاء عرض تشيلسي الضخم بـ60 مليون جنيه إسترليني ليحقق حلمه بالانتقال إلى فريق كبير، من على شواطئ البرازيل مباشرة، التحق بـالبلوز في كأس العالم للأندية، وسجل هدفين ضد فريقه السابق فلومينينسي في نصف النهائي، وهدفاً في النهائي ضد باريس سان جيرمان.

وفي انطلاقته بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، ساهم بهدفين وثلاث تمريرات حاسمة في أول خمس مباريات.