
تترقب جماهير الهلال مواجهة نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام الأهلي السعودي وسط توجس كبير من تعيين الحكم الأردني أدهم مخادمة لقيادة اللقاء، إذ يرى كثيرون أن الذكريات السيئة المرتبطة بهذا الحكم ما زالت حاضرة في الأذهان، خاصة تلك المرتبطة بخسارة الهلال أمام العين الإماراتي قبل أعوام، وهي مباراة وُصفت آنذاك بأنها مثيرة للجدل بسبب قرارات تحكيمية غير معتادة.
يُذكر أن المباراة التي أثارت تلك الذكريات تعود إلى دور المجموعات عام 2019، حيث احتسب مخادمة ثلاث ركلات جزاء لصالح العين، ما ساهم بشكل مباشر في خسارة الهلال برباعية مقابل هدفين، ومنذ ذلك الحين باتت الثقة في هذا الحكم محل نقاش دائم بين الجماهير الزرقاء، التي ترى أن مثل هذه القرارات قد تتكرر في مباراة لا تحتمل الأخطاء.
الحكم الأردني يُعرف بخبرته الطويلة في الساحة الآسيوية، حيث حصل على الشارة الدولية منذ عام 2009، وسبق له إدارة نهائي دوري الأبطال بين الهلال وأوراوا الياباني عام 2017، كما أدار مباريات عديدة لأندية سعودية، من بينها الاتحاد والنصر والفتح، ويملك سجلًا طويلًا من المواجهات المثيرة للجدل في المسابقات القارية.
إحصائيًا، أدار المخادمة خمس مباريات للهلال على مستوى دوري أبطال آسيا، انتهت أربع منها بفوز الفريق الأزرق، وتعادل في واحدة، في حين قاد خمس مواجهات أخرى للأهلي، انتصر فيها الراقي مرتين، ومع أن هذه الأرقام تعكس توازنًا نسبيًا، إلا أن الحوادث الفردية تظل راسخة في الذاكرة، وتؤثر على نظرة الجمهور له.
جدير بالذكر أن المباراة المرتقبة تمثل محطة مصيرية في مشوار الفريقين، لا سيما أنها تجمع خصمين من نفس الدولة يتنافسان على تمثيل الكرة السعودية في النهائي القاري، ما يزيد من حساسية اللقاء، ويجعل أي قرار تحكيمي محل متابعة دقيقة، لا سيما من قبل أنصار الفريقين، الذين ينتظرون أداءً محايدًا وعادلًا.
حتى الآن، أدار المخادمة سبع مباريات في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا، خمس منها كانت لأندية سعودية، وقد شهد بعضها قرارات مصيرية، أبرزها احتساب ركلات جزاء مؤثرة، ما يزيد من حدة المخاوف، خاصة من جهة الهلاليين، الذين لا يرغبون في أن يتحول الحكم إلى طرف مؤثر في تحديد مصير التأهل.
بجانب السجل التحكيمي، يمتلك الحكم الأردني سمعة صارمة في إدارة المباريات، حيث تشير الأرقام إلى منحه أكثر من 440 بطاقة صفراء و17 بطاقة حمراء في مسيرته، كما احتسب 35 ركلة جزاء خلال 135 مباراة، ما يكشف عن أسلوب حازم لا يخلو من الجدل، لكنه قد يكون سلاحًا ذا حدين في لقاءات بهذا الحجم.
الجمهور الهلالي الذي يُمني النفس بالوصول إلى النهائي، يضع عينيه على ضرورة أن تسير المباراة في مسارها الرياضي الطبيعي، بعيدًا عن الصافرة، حيث يطالب عشاق الزعيم بتحكيم نزيه يعكس أهمية هذه المواجهة، ويمنع تكرار ما حدث في مواجهات سابقة، حتى لا تكون المباراة مجرد محطة لجدل تحكيمي جديد.
رغم الاعتراضات المتكررة، يرى بعض المحللين أن الضغط الجماهيري قد يدفع الحكم إلى توخي الحذر أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن الاتحاد الآسيوي للعبة يسعى إلى تقديم نسخة خالية من الفضائح التحكيمية، ما يجعل من مباراة الهلال والأهلي اختبارًا حقيقيًا لقدرات المخادمة في إدارة المواجهات الكبرى.
في النهاية، تبقى كل الأنظار موجهة إلى ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، حيث يأمل الجميع في أن تقدم المباراة صورة مشرفة لكرة القدم السعودية والآسيوية، بعيدًا عن الأزمات والمخاوف، مع أمنيات بأن يكون الحكم مجرد جزء من المشهد، لا بطلًا في سردية ما بعد المباراة.